للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "شاحط": فاعل من الشحط وهو البعد، وكذلك الشحوط، يقال: شحط يشحط شحطًا وشحوطًا ومشحطًا إذا بعد.

الإعراب:

ظاهر لأنَّ قوله: "من صديق" يتعلق بما تقدمه من البيت، وقوله: "أو أخي ثقة": كلام إضافي عطف عليه، وكذا قوله: "أو عدو"، وقوله: "شاحط" صفة للعدو، و "دارًا" نصب به.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "شاحط" فإنَّه صفة مشبهة باتفاقهم مع أنَّه جار على فعله، وبهذا رد على من قال: إن الصفة هي التي لا تجري على فعلها نحو: حسن وشديد، وممن قال ذلك أبو علي والزمخشري (١).

قلت: إن صح اتفاقهم فهو محمول على أنَّه اسم فاعل، ولكنه لما قصد به الثبوت أجرى حكمه حكم الصفة المشبهة، فلذلك أطلق عليه أنَّه صفة مشبهة فافهم (٢).

الشاهد الحادي والخمسون بعد السبعمائة (٣)، (٤)

سَبَتني الفَتَاةُ البَضَّةُ المُتَجَرَّدِ الْ … لَطِيفَةِ كشحِهِ وَمَا خِلْت أَنْ أُسبَى

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطَّويل.

قوله: "الفتاة" الشابة، و "البضة" بفتح الباء الموحدة وتشديد الضَّاد المعجمة، يقال: رجل بَضٌّ؛ أي: رقيق الجلد ممتلئ، وجارية بضة كانت أدماء أو بيضاء.

قوله: "المتجرد" بضم الميم وفتح [التاء] (٥) المثناة من فوق والجيم والراء، يقال: فلان حسن المتجرد بفتح الراء والمجرد والمجردة؛ كقولك: حسن العرية والمعرى، وهما بمعنى واحد.

قوله: "كشحه" الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، وهو بكسر الحاء، وهو أقصر الأضلاع، قوله: "ومما خلت" أي: وما ظننت أن أسبى؛ من السبي وهو الأسر.


= شواهد المغني (٨٥٨)، وروايته في الكتاب لسيبويه: (من حبيب).
(١) نصه في المفصل (٢٣٠)، يقول صاحبه: "وأسماء الفاعل والمفعول يجريان مجرى الصفة المشبهة في ذلك (في الدلالة على الثبوث) فيقال: ضامر البطن، وحاملة الوشاح، ومعمور الدار، ومؤدب الخدام".
(٢) ينظر الكتاب لسيبويه (١/ ١٩٨).
(٣) توضيح المقاصد (٣/ ٤٩).
(٤) البيت من بحر الطَّويل، وهو لقائل مجهول، وانظره في شرح الأشموني بحاشية الصبان (٣/ ٧).
(٥) ما بين المعقوفين زيادة للتوضيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>