للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو تصحيف، وإنما هو من القضقضة بقافين وضادين معجمتين، وهو صوت كسر العظام، ومنه أسد قضقاض يقضقض فريسته (١).

قوله: "جلدًا" بفتح الجيم، بمعنى متجلدًا، ونصب على الحال، قوله: "قضى الله" أي: حكم الله أو قدر الله، و "أسماء": اسم محبوبته، قوله: "حتى يغمض": من الإغماض، والمغمض فاعل منه، وإغماض العين: إطباق الجفن على الجفن.

والمعنى: حكم الله يا أسماء أن لا أزول (٢) عن حبك إلى أن أموت؛ فإن إغماض العين لا يكون إلا عند الموت.

الإعراب:

قوله: "قضى الله": جملة من الفعل والفاعل، وقوله: "يا أسماء": منادى مفرد مبني على الضم، قوله: "أن لست زائلًا": مفعول قضى، أي: قضى بأن لست، ويروى: بأن لست بارحًا، و "زائلًا": خبر لست، وقد تداخلت في هذا البيت ثلاثة نواسخ؛ فإن قوله: "أحبك": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وقعت خبرًا لقوله: "زائلًا"، [وقوله: زائلًا] (٣) بما اتصل به خبر ليس كما ذكرنا، وليس بما اتصل به خبر أنْ المخففة من الثقيلة لا الناصبة؛ لأنها لا توصل بالجامد.

قوله: "حتى": للغاية، و "يغمض": منصوب بتقدير أن، و "العين": منصوب لأنها مفعول يغمض، وقوله: "مغمض": فاعل له.

الاستشهاد فيه:

في قوله" "لست زائلًا" فإنه أجرى [زائلًا] (٤)، وهو اسم فاعل مجرى فعله، والتقدير: لست أزال أحبك (٥).

الشاهد الخامس والتسعون بعد المائة (٦)، (٧)

لَا طِيبَ لِلْعَيشِ مَا دَامَتْ مُنَغَّصَةً … لَذَّاتُهُ بِادِّكَارِ الْموتِ والهرَم

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.


(١) ينظر الصحاح للجوهري مادة: (قضقض).
(٢) في (ب): أزال.
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٥) ينظر الشاهد رقم (١٩٣).
(٦) ابن الناظم (٥٢)، وتوضيح المقاصد للمرادي (١/ ٢٩٨)، وأوضح المسالك لابن هشام (٢/ ٢٤٢)، وشرح ابن عقيل على الألفية (١/ ٢٧٤).
(٧) البيت من بحر البسيط لقائل مجهول وهو في تخليص الشواهد (٢٤١)، والدرر (٢/ ٦٩)، والتصريح =

<<  <  ج: ص:  >  >>