للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "لا طيب" الطيب -بكسر الطاء وسكون الياء آخر الحروف: اسم لما تَطيِب به النفس وهو خلاف ما تكرهه، قوله: "منغصة": من التنغيص، يقال: نغص الله عليه عيشه [ينغصه] (١) تنغيصًا إذا كدره.

قوله: "لذاته": جمع لذة، وهو ما يتلذذ به الإنسان، قوله: "بادكار الموت" أصله: باذتكار الموت؛ لأنه من ذكر من الذكر، فنقل إلى باب الافتعال، فصار: اذتكارًا.

فقلبت التاء ذالًا [فصار اذدكار] (٢)، ثم قلبت الذال المعجمة دالا، فأدغمت الدال في الدال فصار ادكارًا (٣) فافهم.

والمعنى: لا طيب لعيش بني آدم ما دامت لذاته منغصة بذكر الموت والهرم.

الإعراب:

قوله: "لا": لنفي الجنس، و "طيب": اسمه، وخبره محذوف، والتقدير؛ لا طيب حاصل، وقوله: "للعيش": يتعلق بالمحذوف، قوله: "ما دامت": من الأفعال الناقصة ولا تُستَعمَلُ إلا مع ما المصدرية التوقيتية، فإن قلت: افعل الخير ما دمت واجدًا، كان التقدير: مدة دوامك، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، فصارت: "ما" مقدرة بمصدر مضاف إلى الوقت، فلذلك قلتُ المصدرية التوقيتية، والتقدير: هاهنا أيضًا لَا طِيبَ للعَيش مدة دوام تنغيص اللذات بذكر الموت والهرم.

قوله: "لذاته": مرفوع؛ لأنه اسم ما دامت، وخبره قوله: "منغصة" مقدمًا عليه قوله: "بادكار الموت" يتعلق بقوله: "منغصة"، قوله: "والهرم" عطف على الموت أي: وبادكار الهرم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ما دامت منغصة لذاته" حيث قدم خبر ما دامت على اسمه، وهو جائز واقع،


= (١/ ١٨٧)، وشرح عمدة الحافظ (٢٠٤)، وشرح قطر الندى (١٣١)، والهمع (١/ ١٧٧)، والمعجم المفصل (٩٢٨).
(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) قال ابن عصفور: "وأما الدال فأبدلت من التاء والذال، فأبدلت من تاء افتعل باطراد إذا كانت الفاء زايًا ....... وكذلك أيضًا تبدل منها إذا كانت الفاء دالًا إلا أن ذلك من قبيل البدل الذي للإدغام"، الممتع (١/ ٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>