كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية

شواهد الاستغاثة - الشاهد الخامس والستون بعد التسعمائة - ج: 4 - ص: 1746

الشاهد الخامس والستون بعد التسعمائة (١)، (٢)

يا لِأُنَاسٍ أَبَوْا إلَّا مُثَابَرَةً … عَلَى التَّوَغلِ في بَغْي وَعُدْوَانٍ

أقول: هذا -أيضًا- من البسيط.

قوله: "أبوا": من الإباء وهو الامتناع، و"المثابرة": المواظبة والمداومة، و"التوغل": بتشديد الغين المعجمة، وهو التعمق في الدخول، و"البغي": الظلم، وكذلك العدوان.

الإعراب:

قوله: "يا لأناس" يا حرف نداء، واللام في لأناس مكسورة وهو مستغاث له، والمستغاث به محذوف تقديره: يا لقومي لأناس، قوله: "أبوا": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه العائد على أناس، قوله: "مثابرة" منصوب بإلا (٣)، و"على التوغل": يتعلق بمثابرة، قوله: "في بغي": جار ومجرور يتعلق بالتوغل، و"عدوان": عطف على بغي.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لأناس" فإنه مستغاث له اتصل بيا مجرورًا باللام المكسورة، وحذف [منه] (٤) المستغاث به؛ كما ذكرنا (٥).

* * *

---

= عليه فإن كان مستنصرًا له تعين جره باللام، وإذا جر الأول بمن وجب تعلقها بفعل من مادة التخليص أو الإنصاف أو نحوهما، أفاده الدماميني وسكت عليه شيخنا والبعض، وفيه أنَّه لا مانع من تعلقه كفعل الدعاء وجعل من سببية"، شرح الأشموني وحاشية الصبان (٣/ ١٦٥، ١٦٦).
(١) توضيح المقاصد (٤/ ٢٢).
(٢) البيت من بحر البسيط، ولم ينسب فيما ورد من مراجع، وانظره في تعليق الفرائد (٢/ ٥٤٦)، والارتشاف (٣/ ١٤٠)، والهمع (١/ ٨١)، وشرح الأشموني (٣/ ١٦٦)، والدرر (٣/ ٤٥)، والمعجم المفصل (١٠٢٤).
(٣) الصحيح أنَّه منصوب بالفعل أبوا، والاستثناء مفرغ.
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) وذلك لأنه قد حذف المستغاث به فيقع "يا" على المستغاث من أجله وذلك لكون المستغاث من أجله غير صالح لأن يكون مستغاثًا. ينظر شرح التسهيل للمرادي (٣/ ٤٤)، وشرح الأشموني (٣/ ١٦٦، ١٦٧)، وتعليق الفرائد (٢/ ٥٤٦)، والارتشاف (٣/ ١٤٠).