للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الخامس والثلاثون بعد الستمائة (١) , (٢)

ونَطْعَنُهُمْ تَحْتَ الحُبَا بَعْدَ ضَرْبهِمْ … بِبِيضِ المَوَاضِي حيثُ لَيِّ العَمَائِمِ

أقول: قيل إن قائله هو الفرزدق من قصيدته التي نذكرها في البيت الذي يأتي، ولم أجده فيها في ديوانه.

وهو من الطَّويل.

قوله: "ونطعنهم": من طعنه بالرمح يطعنه بالفتح فيهما، وطعن في السنن يطعُن بالضم، قوله: "تحت الحُبا" بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة، وضبطه الجوهري بكسر الحاء (٣) وابن السكيت ذكر الوجهين (٤)، وأراد بهذا: أوساطهم؛ كما أراد من "لي العمائم" رؤوسهم، والمعنى: نطعنهم في أوساطهم بعد ضربهم في رؤوسهم.

قوله: "ببيض المواضي" البيض -بفتح الباء: الحديد، والمواضي: السيوف، وأراد ضربهم بحديد السيوف في رؤوسهم، ويجوز كسر الباء ويكون جمع أبيض، وهو السيف، والمواضي صفتها والإضافة فيه من قبيل الإضافة في: جرد قطيفة (٥).

الإعراب:

قوله: "ونطعنهم": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، قوله: "تحت الحبا": كلام إضافي في محل النصب على المفعولية، قوله: "بعد" نصب على الظرف، و"ضربهم": مصدر مضاف إلى المفعول، وطوى ذكر الفاعل، والتقدير: بعد ضربنا إياهم، والباء في: "ببيض المواضي" يتعلق بالضرب، قوله: "حيث": مبني على الضم، و"لي العمائم": كلام إضافي مجرور بالإضافة.


(١) ابن الناظم (١٥٢)، وأوضح المسالك (٢/ ١٩٣).
(٢) البيت من بحر الطَّويل نسب للفرزدق، وبحثنا عنه في ديوانه كله في قافية الميم، ولم نجده، وانظره في ابن يعيش (٤/ ٩٢)، والمغني (١٣٢)، وشرح شواهد المغني (٣٨٩)، والخزانة (٦/ ٥٥٣)، والدر (٣/ ١٢٣)، وشرح التصريح (٢/ ٣٩).
(٣) الصحاح مادة: "حبي".
(٤) نصه في تهذيب إصلاح المنطق (٢٩٦)، بتحقيق فخر الدين قباوة، يقول ابن السكيت: "ويقولون: حبوة بكسر الحاء، فإذا جمعوها قالوا حبًا بالضم، وحبوة بالضم، فإذا جمعوها قالوا حبًا بالكسر.
(٥) معناه أن قوله: "بيض المواضي" من إضافة الموصوف إلى الصفة، وأصله بالبيض المواضي، أي: بالسيوف القاطعة، وأما جرد قطيفة فعكسه، أي من إضافة الصفة إلى الموصوف، ويؤول بشيء جرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>