للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

........... … أمِنْتِ وَهَذَا تَحْمِلِينَ طَلِيقُ

وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد الموصول في أوائل الكتاب (١).

والاستشهاد فيه هاهنا:

في قوله: "عَدَس" فإنه بفتح العين والدال وبالسين المهملات، وهو في الأصل صوت يزجر به البغل، وقد سمي به البغل هاهنا (٢).

الشاهد الرابع بعد الألف (٣)، (٤)

يا دَارَ مَيَّةَ بالْعَلْيَاءِ فالسَّنَدِ … أَقْوَتْ وَطَال عَلَيْهَا سَالِفُ الأَبَدِ

أقول: قائله هو النابغة الذبياني، وهو أول القصيدة التي يمدح بها النعمان بن المنذر ويعتذر إليه مما بلغه عنه فيما وشى به بنو قريع في أمر المتجردة، وبعده (٥):

٢ - وَقَفْتُ فِيهَا أُصيلانًا أُسَائِلُهَا … عَيَّتْ جَوَابا وَمَا بالرَّبْعِ من أحدِ

٣ - إلَّا الأَوارِيَّ لأْيًا ما أُبَيِّنُهَا … والنُّؤْيُ كالحَوْضِ بالمظْلومَةِ الجَلَدِ

وهي إحدى القصائد السبع المعلقات.

١ - قوله: "يا دار مية" إنما قال هذا توجعًا منه لأنه كان معها مقيمًا بها في سرور ونعمة زمن مرتبعهم، ثم انقضى ذلك فجعل يخاطبها توجعًا منه لما رأى من تغيرها، وتذكرًا لما عهده فيها، و "العلياء": ما ارتفع من الأرض، و "السند" بفتح السين المهملة والنون، وهو سند الجبل وهو ارتفاعه حيث يسند فيه؛ أي: يصعد، وإنما جعل الدار بالعلياء والسند، لأنها إذا كانت في موضع مرتفع لم يضرها السيل ولا ينهال عليها الرمل، قوله: "أقوت" أي: خلت


= عبد بن زياد بن أبيه، وقد ذكر الشارح خمسة منها غير بيت الشاهد، وبيت الشاهد والقصيدة في كثير من كتب الأدب والنحو، ينظر الخزانة (٦/ ٤٣)، والحماسة البصرية (١/ ٨٧).
(١) ينظر الشاهد رقم (١١٢).
(٢) ينظر اسم الفعل (٢٩٨)، د. سيد محمد عبد المقصود درويش.
(٣) أوضح المسالك (٤/ ٨٥).
(٤) البيت من بحر البسيط، وهو مطلع قصيدة في ديوان النابغة الذبياني في مدح النعمان، وانظر الشاهد في الكتاب (٢/ ٣٢١)، والمحتسب (١/ ٢٥١)، والدرر (١/ ٢٧٤ - ٣٢٦)، ورصف المباني (٤٥٢)، والتصريح (١/ ١٤٠)، واللسان: "سند" قصد، جرا"، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٢٤٧)، والأغاني (١١/ ٢٧).
(٥) انظر ديوان النابغة الذبياني (١٤)، ط. دار المعارف، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، و (٩) من ديوانه بشرح عباس عبد الساتر.

<<  <  ج: ص:  >  >>