للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ثنتا حنظل" حيث جمع فيه بين العدد والمعدود ضرورة، وكان حقه أن يقول: حنظلتان، وفي صدر البيت استشهاد آخر، وهو قوله: "خصييه" فإن القياس فيه إثبات التاء، أعني: يقال خصيتيه ولكنه حذفها للضرورة (١)، وقد استشهد به الزمخشري في كتابه (٢).

الشاهد التاسع والستون بعد المائة والألف (٣)، (٤)

فيهَا اثنتَانِ وأَرْبَعُونَ حَلُوبَةً … سودًا كَخَافِيَةِ الغُرَابِ الأسْحَمِ

أقول: قائله هو عنترة بن شداد العبسي، وهو من قصيدته المشهورة التي أولها هو قوله (٥):

١ - أَعْياك رَسْمُ الدَّارِ لم يتكلّمِ … حتى تكلَّمَ كالأصمِّ الأَعْجَمِ

إلى أن قال:

٢ - إنْ كُنْتِ أَزْمَعْتِ الفراقَ فإنما … زمتْ ركابكُمْ بليلٍ مظلِمِ

٣ - مَا رَاعَنِي إلَّا حمولةُ أَهْلِهَا … وسْط الدِّيارِ تَسَفُّ حبّ القرطُمِ

٤ - فيها اثنتان ............ … .......................... إلخ


(١) في تصحيح الفصيح لابن درستويه (٤٦٢) (المجلس الأعلى) يقول: "وأما قوله: تقول هما الخُصيان، فإذا أفردت الواحدة أدخلت الهاء فقلت: خُصْيَة كما قال الراجز: (الشاهد) فإن العامة تقول: الخُصْوَة والخُصْوتان بالواو وهو خطأ، وأما قوله: إذا أفردت الواحدة أدخلت الهاء، وإذا ثنيت أخرجت منها الهاء فغلط منه؛ لأن الخُصَى بغير تأنيث إنما هو جلدُ الخُصية، فأما الخُصْية بالهاء فلا يراد بها الجلد دون البيضة، وإنما غلط لقول الراجز (كأن خصييه من التدلدل) ولم يتأمل البيت الثاني حيث يقول: (ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل) وإنما شبه الراجز جلد الخصيين بجراب فيه حنطتان ولم يشبه البيضتين بالجراب لأن هذا محال من التشبيه وخطأ ........... ".
(٢) قال الزمخشري: "وما عداها من أسامي العدد فمتشعب منها وعامتها تشفع بأسماء المعدودات لتدل على الأجناس ومقاديرها .... ما خلا الواحد والاثنين؛ فإنك لا تقول فيها: واحد رجال ولا اثنا دراهم بل تلفظ باسم الجنس مفردًا وبه مثنى؛ كقولك: رجل ورجلان، كمحصل لك الدلالتان معًا بلفظة واحدة، وقد عمل على القياس المرفوض من قال (البيت) ". ينظر المفصل (٢٦٢)، دار الكتب العلمية، وشرح ابن يعيش (٦/ ١٦)، والتصريح (٢/ ٢٧٠).
(٣) توضيح المقاصد (٤/ ٣١٥).
(٤) البيت من بحر الكامل من معلقة عنترة العبسي المشهورة والتي كثر منها الشواهد النحوية وغيرها شأنه شأن المعلقات السبع أو العشر، وانظر بيت الشاهد في ابن يعيش (٣/ ٥٥)، (٦/ ٢٤)، والخزانة (٧/ ٣٩٠)، وشرح شذور الذهب (٣٢٥).
(٥) ديوان عنترة (١٥)، ط. دار صادر، و (١٤٢) وما بعدها، دار الكتب العلمية، والعجيب أن المطلع الذي ذكره الشارح ليس في الديوان، وإنما المطلع في الديوان هكذا:
هل غادر الشعراء من متردم … أم هل عرفت الدار بعد توهم

<<  <  ج: ص:  >  >>