للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال ابن الباذش (١): اختلفوا هل يقال: سوداء القلب مكبرًا أو لا يقال ذلك إلا بالتصغير؟ فذكر أبو علي القالي أن صاحب العين أنكر ذلك، وقال: إنما يقال: سواد قلبه مكبرًا مذكرًا، وسويداء قلبه مصغرًا مؤنثًا، وأما سوداء قلبه بالتأنيث والتكبير فلا، وأجازه بعضهم واستدل بالبيت المذكور.

ولا حجة فيه لاحتمال أن تكون سوداء فيه علمًا للمرأة كما ذكرنا، وأضيفت إلى القلوب أو أنها صفة لها على أنها قاسية القلب.

فإن قلتَ: على هذا كيف جمع القلب؟

قلتُ: أراد القلب بما حوله.

الإعراب:

قوله: "وخبرت": على صيغة المجهول تستدعي ثلاثة مفاعيل؛ لأنه بمعنى نبئت: الأول: التاء، والثاني: سوداء الغميم، والثالث: مريضة، قوله: "فأقبلت": عطف على قوله: "وخبرت"، وقوله: "من أهلي": يتعلق به، قوله: "بمصر"؛ صفة لقوله: "أهلي"، والتقدير: من أهلي الكائنين بمصر أو المقيمين بمصر، قوله: "أعودها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وقعت حالًا من الضمير الذي في "أقبلت" وهو من الأحوال المقدرة، أي (٢): أقبلت مقدرًا عيادتها.

الاستشهاد فيه:

على أن: "خبرت" بمعنى نبئت، وأنه يقتضي ثلاثة مفاعيل كما ذكرنا (٣).

الشاهد الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة (٤)، (٥)

وَمَا عَلَيكِ إِذَا أُخْبِرتِنِي دَنِفًا … وَغَابَ بَعلُكِ يَوْمًا أَنْ تَعُودِيني

أقول: قائله هو رجل من بني كتاب، وذكر في الحماسة بعده بيتًا آخر، وهو قوله (٦):


(١) علي بن أحمد بن خلف بن محمد الأنصاري الإمام أبو الحسن بن الباذش، صنف: شرح كتاب سيبويه والمقتضب وشرح أصول ابن السراج وشرح الإيضاح، وشرح الجمل، وشرح الكافي للنحاس (ت ٥٢٨ هـ)، ينظر بغية الوعاة للسيوطي (٢/ ١٤٢، ١٤٣).
(٢) في (أ): يعني.
(٣) ينظر الشاهد رقم (٣٦٩) ورقم (٣٧٠).
(٤) ابن الناظم (٨٢).
(٥) البيت من بحر البسيط، وهو لرجل من بني كتاب، وهو في الغزل العذري الجميل، ولذلك اختاره أبو تمام في حماسته، ديوان الحماسة للمرزوقي (١٤٢٣) وانظر بيت الشاهد في شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١٠١)، والدرر (٢٧٩)، وشرح التصريح (١/ ٢٦٥).
(٦) ينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي (١٤٢٣)، وفيه (تعود بنار تسقينا) بصيغة الجمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>