للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما كَانَ بَيني لَوْ لَقِيتُكَ سَالمًا … وبينَ الغِنَى إلَّا لَيالٍ قَلَائِلُ

وهو من قصيدة يرثي بها علقمة بن علاثة الكلابي.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "بين الخير لو جاء سالمًا" حيث حذف فيه المعطوف بالواو؛ إذ التقدير: فما كان بين الخير وبيني لو جاء سالمًا (١).

الشاهد التاسع والثمانون بعد الثمانمائة (٢) , (٣)

كَأنَّ الحَصَى منْ خَلْفِهَا وَأَمَامَهَا … إِذَا نَجَلَتْهُ رِجْلُهَا خَذْفٌ أَعْسَرَا

أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وهو من قصيدة رائية من الطويل، وأولها هو قوله (٤):

١ - سَمَا لَكَ شَوقٌ بَعْدَمَا كَانَ أَقْصَرَا … وحَلَّتْ سُلَيمَى بَطْنَ ظَبي فَعَرْعَرَا

٢ - تُطَايِرُ شذَّانَ الحَصَى بمَنَاسمٍ … صلَاب العُجَى ملثومها غيرُ أَمْعَرَا

كأن الحصى ................... … ................. إلى آخره

١ - قوله: "سما" أي: ارتفع، و"بطن ظبي": اسم موضع، ويروى: قرن ظبي، ويروى: بطن قو، و"عرعرا" -أيضًا- موضع.

٢ - قوله: "تطاير" بمعنى: تطير، أي: تبعد، و"شذان الحصى" بفتح الشين المعجمة وتشديد الذال المعجمة، وهو ما تطاير منه، و"المناسم": جمع منسم بكسر الميم، وهو ظفر


= أيضًا في ديوان الحطيئة بشرح ابن السكيت (١٨٣) د. حنا نصر الحتي، وجاء العيني بهذا البيت لبيان أنه قريب في المعنى من بيت الشاهد.
(١) تختص الفاء والواو بجواز حذفهما مع معطوفهما لدليل كقوله تعالى: ﴿أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ﴾ [الأعراف: ١٦٠] أي فضرب فانبجست، ومثاله مع الواو قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ﴾ [النحل: ٨١] أي تقيكم الحر والبرد، وقوله تعالى: ﴿لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ [البقرة: ٢٨٥] أي بين أحد وأحد، ومنه البيت المذكور.
(٢) ابن الناظم (٢١٤).
(٣) البيت من بحر الطويل، من راثية طويلة بليغة لامرئ القيس، وانظر بيت الشاهد في ديوانه (٦٤) ط. دار المعارف، وأيضًا في ديوانه (٦٣) طبعة دار الكتب العلمية، وينظر شرح عمدة الحافظ (٦٤٧)، واللسان مادة: "حذف ونجل"، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٧٩).
(٤) ينظر القصيدة في ديوان امرئ القيس (٥٦)، ط. دار المعارف، و (٦٣) ط. دار الكتب العلمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>