كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية

شواهد الفاعل - الشاهد الرابع والثمانون بعد الثلاثمائة - ج: 2 - ص: 925

الشاهد الرابع والثمانون بعد الثلاثمائة (١)، (٢)

تَولّى قِتَال المارِقينَ بِنَفْسِهِ … وَقَد أَسلَمَاهُ مُبعَدٌ وحَمِيمُ

أقول: قائله هو عبيد اللَّه بن قيس الرقيات (٣)، وهو عبيد اللَّه بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن أهيب بن ضباب بن حجر بن عبيد بن بغيض بن عامر بن لؤي بن غالب، وأمه: قتيلة بنت وهب بن عبد الله بن ربيعة.

وإنما لقب عبيد اللَّه بن قيس بالرقيات؛ لأنه تشبب (٤) بثلاث نسوة يسمين جميعًا رقية وهن: رقية بنت عبد الله بن أبي قيس بن وهب بن أهبان بن ضباب بن حجر بن عبيد بن بغيض بن عامر بن لؤي، وابنة عم لها يقال لها رقية، وامرأة أخرى من بني أمية يقال لها رقية أيضًا.

والبيت المذكور من قصيدة طويلة من الطويل يرثي بها مصعب بن الزبير بن العوام - رضي الله تعالى عنهما (٥) -، وأولها هو قوله (٦):

١ - لَقَد أَوْرَثَ المِصرَينِ خِزْيًا وَذِلَّةً … قَتِيلُ بِدَيْرِ الجاثلِيقِ مُقِيمُ

٢ - فمَا قَاتَلَتْ في الله بَكْرُ بنُ وَائِلٍ … ولَا صَبَرَتْ عِنْدَ اللِّقَاءِ تَمِيمُ (٧)

٣ - ولكنَّهُ رَامَ القِيَامَ وَلَم يَكُن … لها مُضَري يومَ ذاكَ كَرِيمُ (٨)

١ - قوله: "المصرين" أراد بهما الكوفة والبصرة، قوله: "الجاثليق" بالجيم وفتح الثاء المثلثة

---

(١) ابن الناظم (٨٤)، وأوضح المسالك (٢/ ١٠٦)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٨١).
(٢) البيت من بحر الطويل من قصيدة لعبيد الله بن قيس الرقيات، وهي قصيدة ليست طويلة؛ كما قال العيني، انظر الديوان (١٩٦) تحقيق د. محمد يوسف نجم، وانظر بيت الشاهد في تخليص الشواهد (٤٧٣)، والدرر (٢/ ٢٨٢)، وشرح التصريح (١/ ٢٧٧)، وشرح شواهد المغني (٧٨٤، ٧٩٠)، والجنى الداني (١٧٥)، والمغني (٣٦٧)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ١٦٠).
(٣) شاعر قريش في الإسلام، وخرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان فقاتل معه إلى أن قتل مصعب فخرج هاربًا إلى الكوفة ثم إلى المدينة محتميًا بعبد الله بن جعفر بن أبي طالب. الخزانة (٣/ ٢٦٨) بولاق.
(٤) في (أ) شبب.
(٥) هو أبو عبد الله بن الزبير بن العوام أحد الأبطال في صدر الإسلام (ت ٧١ هـ). ينظر الأعلام (٧/ ٢٤٧، ٢٤٨).
(٦) ديوانه (١٩٦) ط. دار صادر بيروت، تحقيق د. محمد يوسف نجم.
(٧) روايته في الديوان:
فما نصحت لله بكر ............. … ........................................
(٨) روايته في الديوان:
ولكنه ضاع الذمام ولم يكن … بها مضري يوم ذاك كريم