للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سابعًا: التخفيف عن القارئ بذكر ما هو بعيد عن النحو واللغة:

يعد كتاب المقاصد كتابًا جامعًا، فيه النحو واللغة والحوادث والتاريخ، فعل ذلك مؤلفه حتَّى لا يمل القارئ من رتابة ما يقرأ، وما يتكرر في كل بيت من إعراب وشاهد وغير ذلك.

لقد كان العيني يتحف القارئ بقصة جميلة في بعض الأبيات تخفف عنه ثقل الإعراب، أو شرح المفردات، أو بيان الشاهد، هذا بيت ذكره وهو قول كُثير عزة (١):

قضَى كُلُّ ذِي دَينٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ … وَعَزَّةُ مَمْطُولٍ مُعَنًى غَريمُهَا

يقول وهو يشرح معنى البيت: "إن عزة دخلت على أم البنين بنت عبد العزيز، وهي أخت عمر بن عبد العزيز ، زوجة الوليد بن عبد الملك الأموي فقالت لها: أرأيت قول كثير:

قضَى كُلُّ ذِي دَينٍ فَوَفَّى غَريمَهُ … .......................... إلخ

ما كان ذلك الدين؟، قالت: وعدته قبلة فخرجت منها، فقالت أم البنين: أنجزيها وعلي إثمها".

كما يذكر في هذا البيت -أيضًا- أن عطارًا لكثير وهب عزة ثمن بضاعة اشترتها منه، فأعجب كثير بفضله وأعتقه ووهب له ما في حانوت العطر حبًّا وكرامة لعزة.

ويحكي قصة سوداء الغميم، ومرضها، وكلف العوام بن عقبة بها، ومجيئه إليها يزورها، وذلك في قوله (٢):

وَخُبِّرتُ سَوْدَاءَ الغَميم مَرِيضَةً … فَأَقبَلْتُ منْ أَهْلي بمصْرَ أَعُودُهَا

- ويحكي قصة الزباء، وقتلها نفسها قائلة: "بيدي لا بيد عمرو" وهو: عمرو بن أخت جذيمة الأبرش، وهي قصة طويلة جاء ذكرها في هذا البيت (٣):

مَا لِلجَمَالِ مَشْيُهَا وَئيدا … أَجَنْدَلًا يَحْملنَ أَمْ حَديدا

ونعود إلى ما قلناه أول الفصل: أن الكتاب مليء بكثير من المحاسن لكن يكفي من الغيث قطرة.

[مآخذ الكتاب]

وهي مآخذ عامة لا تنقص من قيمة الكتاب، تتعلق بالشاهد، والقصيدة التي منها الشاهد،


(١) الشاهد رقم (٤٢٨) من شواهد هذا الكتاب.
(٢) الشاهد رقم (٣٧١) من شواهد هذا الكتاب.
(٣) الشاهد رقم (٣٧٦) من شواهد هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>