للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت: أشكل على أبي علي حتى جعله من تخليط الإعراب (١).

قوله: "بركض الجياد": كلام إضافي، والباء فيه بمعنى: "عن" أي: عن ركض الجياد؛ كما في قوله تعالى: ﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾ [الحديد: ١٢] أي: عن أيمانهم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أعلمنا منا" حيث جمع الشاعر فيه بين الإضافة ومن، وأجيب عنه بأن التقدير: أعلم منا، والمضاف إليه في نية المطروح كاللام في: أرسلها العراك (٢).

الشاهد العاشر بعد الثمانمائة (٣)، (٤)

إِذَا غَابَ عَنْكُمْ أَسْوَدُ العَيْنِ كُنْتُمْ … كِرَامًا وَأَنْتُمْ مَا أَقَامَ أَلَائِمُ

أقول: قائله هو الفرزدق، وهو من الطويل.

قوله: "أسود العين" قال الركني (٥) في شرحه للكافية: هو اسم رجل، وهو غلط، والمعنى: ما قاله أبو بكر بن دريد: أسود العين: جبل، والجبل لا يغيب، يقول: أنتم لئام أبدًا، قوله: "ألائِم": جمع ألأم على وزن أفعل، بمعنى لئيم، واللئيم: الدنيء الأصل الشحيح النفس.

الإعراب:

قوله: "إذا": للشرط، و"غاب": فعل، و"أسود العين": فاعله، والجملة فعل الشرط، و "عنكم": يتعلق بغاب، قوله: "كنتم كرامًا": جواب الشرط، والضمير المتصل بكان هو اسمه، و"كرامًا": خبره، وهو جمع كريم.

قوله: "وأنتم": مبتدأ، وقوله: "ألائم": خبره، قوله: "ما أقام" أي: ما أقام أسود العين؛ أي: ما دام قائمًا، أي: مدة إقامته، وهذا كناية عن عدم إزالة البخل والشح عنهم؛ كما لا يزول أسود العين عن موضعه كما أشار إليه ابن دريد.


(١) ولم نجده في كتب أبي علي الفارسي التي بين أيدينا.
(٢) من أحوال اسم التفضيل: أن يكون مضافًا، وحينئذ يمتنع اقترانه بمن، وما ورد بخلاف ذلك يؤول كما ذكر العيني في هذا البيت.
(٣) توضيح المقاصد (٣/ ١٢٣)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(٤) البيت من بحر الطويل، وقد نسب في مراجعه إلى الفرزدق، ولكنه ليس في ديوانه، وينظر شرح التصريح (٢/ ١٠٢)، وشرح شواهد المغني (٧٩٩)، والخزانة (٨/ ٢٧٧)، واللسان: "عتم"، والمغني (٣٨١)، وشرح الأشموني (٣/ ٥١).
(٥) هو ركن الدين حسن بن محمد الإستراباذي الحسني (ت ٧١٢ هـ) ينظر: كشف الظنون (٢/ ١٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>