للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضمير المجرور، قوله "ورهط ربيعة": كلام إضافي -أيضًا- عطف على رهط (١).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "محقبي أدراعهم" حيث وقع حالًا من الضمير المجرور، وهو قوله: "فيهم"، وهذا شاذ لا يقاس عليه، وقد قال بعضهم: إن "محقبي أدراعهم" نصب على المدح، فحينئذ لا شاهد فيه ولا حكم بالشذوذ فافهم (٢).

الشاهد السادس بعد الخمسمائة (٣) , (٤)

بِنَا عَاذَ عَوْفٌ وَهُوَ بَادِيَ ذِلَّةٍ … لَدَيْكُمْ فَلَمْ يعْدَمْ وَلاءً ولا نَصْرًا

أقول: لم أقف على اسم قائله، قيل: إن قائله مجهول، وهو من الطويل.

قوله: "وهو بادي ذلة" أي ظاهر ذلة؛ من البدو وهو الظهور، قوله: "فلم يعدم": من عدمت الشيء بالكسر أعدمه عَدَمًا بالتحريك على غير قياس؛ أي: فقدته، قوله: "ولاء" بفتح الواو؛ من الموالاة وهو ضد المعاداة.

الإعراب:

قوله: "بنا": جار ومجرور يتعلق بعاذ، و: "عاذ عوف": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "وهو بادي ذلة": جملة وقعت حالًا من الضمير المستتر في: "لديكم"، وفيه دليل على جواز: زيد جالسًا في الدار وهو قول الأخفش (٥).


(١) نرى أن الإعراب الذي أعربه الشارح للبيت خطأ، وقد أعربه الصبان فقال: "رهط بن كوز" مبتدأ، خبزه "فيهم"، و "محقبي أدراعهم": حال من الضير المستكن فيه؛ أي: جاعلين أدراعهم في حقائبهم، "ورهط" الثاني معطوف على رهط الأول".
(٢) هذا تخريج لتقديم الحال على عاملها، وهو متعلق الجار والمجرور "فيهم" عند من يمنع ذلك وهو غير الأخفش؛ كما سيوضحه في الشاهد الآتي بعد ذلك رقم (٥٠٦).
(٣) ابن الناظم (١٣١)، أوضح المسالك (٢/ ٩٤).
(٤) البيت من بحر الطويل، غير منسوب في مراجعه، وانظره في شرح التصريح (١/ ٣٨٥)، والأشموني (٢/ ١٨٢)، وشرح التسهيل (٢/ ٣٤٦)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٣١٩).
(٥) أجاز الأخفش إذا كان العامل في الحال ظرفًا أو حرف جر مسبوقًا باسم ما الحال له توسط الحال صريحة كانت نحو: سعيد مستقرًّا في هجر. ومثل هذا محكوم عليه من النحويين لجوازه مع الوقوف على حد المسموع فيه. قال ابن مالك: "فإنَّ كان العامل المتضمن معنى الفعل دون حروفه ظرفًا أو حرف جر مسبوقًا باسم ما الحال له جاز توسيط الحال عند الأخفش صريحة كانت الحال نحو: زيد متكئًا في الدار وبلفظ ظرف أو حرف جر كقول الشاعر:
ونَحْنُ مَنَعْنَا البَحْرَ أَنْ تَشْرَبُوا به … وقد كَان منكُمْ مَاؤُه بمكَانِ
ويضعف القياس على الصريحة لضعف العامل وظهور الحمل، ومن شواهد إجازته قراءة بعض السلف: ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر: ٦٧] والقراءة بنصب "مطويات" على الحال لعيسى بن عمر، مختصر شواذ القرآن (١٣١). =

<<  <  ج: ص:  >  >>