(٣) إذا أسند الفعل إلى ظاهر وجب تجريده من علامات التثنية والجمع، تقول: قام الرجل والرجلان والرجال، وإن وجدت هذه العلامات في شواهد نثرية أو شعرية مع إسنادها للظاهر كهذا الحديث المشهور في هذا الباب "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" خرج على أوجه ثلاثة: الأول: أن هذه العلامات هي ضمائر، وهي فاعل بالفعل وتكون خبرًا مقدمًا، والاسم الظاهر مبتدأ مؤخرا. الثاني: أن هذه العلامات ضمائر، وأيضًا هي فاعل بالفعل ويكون الاسم الظاهر بدلًا من الضمير. الثالث: أن هذه العلامات تدل على التثنية والجمع، والاسم الظاهر فاعل، واختار ذلك الزمخشري عند تفسير قوله تعالى: ﴿لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إلا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٨٧)﴾ [مريم: ٨٧] فالواو في: ﴿لَا يَمْلِكُونَ﴾ علامة، والفاعل من، وانظر في ذلك: شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١٧)، وابن يعيش (٧/ ٧)، وحاشية الصبان (٢/ ٤٨)، والكشاف للزمخشري (٣/ ٣٣)، والأمالي النحوية لابن الشجري (١/ ١٣١، ١٣٢) وشواهد التوضيح والتصحيح لابن مالك (١٩٣)، ومعاني القرآن للفراء (١/ ٣١٥ - ٣١٧). (٤) أوضح المسالك (٢/ ١٠٠)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٨٢). (٥) البيت من بحر الطويل لأحيحة بن الجلاح، ينظر: شرح جمل الزجاجي "الكبير" لابن عصفور (١/ ١٦٧)، والتصريح (١/ ٢٣٦)، والهمع (١/ ١٦٠)، والدرر (٢/ ٢٨٣)، ومعاني القرآن للفراء (١/ ٣١٦)، والأمالي الشجرية (١/ ١٣٣)، وابن يعيش (٧/ ٧)، ويروى: =