للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخباء لئلا يدخله ماء المطر، ويجمع على: نُؤِيّ -بضم النون وكسر الهمزة وتشديد الياء، ونِئِيّ مثله إلا أنه بكسر النون، وأناء [بعد قرب] (١)، [ويقدمون الهمزة] (٢)، ويقولون: آناء على القلب، فيكون وزنه أعْفال.

الإعراب:

قوله: "وبالصريمة" الواو للعطف والباء للظرف؛ أي: في الصريمة، وهو في محل الرفع على أنه خبر المبتدأ المؤخر، وهو قوله: "منزل", قوله: "منهم": جار ومجرور في محل النصب على الحال من منزل، والتقدير: حال كونه متخلقًا منهم فيكون المتعلق محذوفًا، وقد قيل: إنه متعلق بقوله: "تغير" وفيه بعد, قوله: "خلق" بالرفع صفة للمنزل، وكذا قوله: "عافٍ": صفة أخرى, قوله: "تغير": جملة في محل الرفع صفة أخرى للمنزل.

قوله: "إلا النؤي": استثناء من الضمير المستتر الذي في "تغير" على طريق الإبدال، مع أن تغير موجب فلا يجوز الإبدال في الموجب، فلا يقال: قام القوم إلا زيد بالرفع على الإبدال.

وإنما جاز هاهنا نظرًا إلى معنى "تغير"؛ لأن معناه: لم يبق على حاله، فهو وإن كان موجبًا لفظا ولكنه منفي معنًى، وإذا تقدم النفي لفظًا أو معنًى يختار الإبدال؛ كما في قولك: ما قام أحد إلا زيد، وما مررت بأحد إلا زيد، هذا مثال اللفظي، والمعنوي ما ذكرناه في البيت.

والاستشهاد فيه: وهو ظاهر (٣).

الشاهد السادس والستون بعد الأربعمائة (٤) , (٥)

لِدَمٍ ضَائِعٍ تَغَيَّبَ عَنْهُ … أَقْرَبُوهُ إلا الصَّبَا والدَّبُورُ

أقول: [هذا من المديد] (٦)، واحتج به ابن كيسان في المهذب ولم يعزه إلى قائله، وفي روايته:

مِنْ دَمٍ ضَائِعٍ تَغَيَّبَ عَنْهُ … أقْرَبُوهُ إلا الصَّبَا وَالجبُوبُ


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) ينظر شرح الأشموني (٢/ ١٤٤).
(٤) ابن الناظم (١١٧).
(٥) البيت من بحر الخفيف، وهو لقائل مجهول في وصف قتيل لا أهل له ولا أقرباء إلا ما يمر عليه من ريح الصبا والدبور، والبيت في شرح الكافية الشافية (٧١٠)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٢٨١)، الدرر (٣/ ١٦٩)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٢٢٩)، ويروى:
...................... … ................... إلا الصبا والجنوب
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>