للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لـ "أبلغ" الثاني، والتقدير: أبلغ هذيلًا عني حديثًا وأبلغ من يبلغها عني [حديثًا] (١).

قوله: "وبعض القول" كلام إضافي مبتدأ، و"تكذيب": خبره، بمعنى كذب، والجملة في محل النصب على الحال، قوله: "بأن ذا الكلب" يتعلق بقوله: "حديثًا"، والأظهر أنه بدل منه و (ذا الكلب) اسم إن، وخبره قوله: "خيرهم نسبًا"، وذو الكلب لقب عمرو أخي جنوب صاحبة الشعر، قوله: "عمرًا" عطف بيان، والضمير في "خيرهم" يرجع إلى هذيل، قوله: "نَسَبًا" تمييز.

قوله: "ببطن شريان" في محل النصب على أنه حال من عمرًا، والتقدير: عمرًا كائنًا ببطن شريان، وكان قد دفن عمرو هناك، قوله: "يعوي" فعل مضارع و "الذيب" فاعله، و "حوله" نصب على الظرف، والجملة وقعت صفة لبطن شريان.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "بأن ذا الكلب عمرًا" حيث قدم اللقب على الاسم؛ لأنه لا ترتيب بين الألقاب والأسماء، كما أنه لا ترتيب بين الأسماء والكنى (٢).

الشاهد الثامن والثمانون (٣)، (٤)

عَلَى أَطْرِقَا بَالِيَاتُ الخيا … م إلا الثُّمَامُ وإلا العِصِيّ

أقول: قائله هو أبو ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي، وخالد هو ابن المُحَرّث بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحرث (٥) بن تميم بن سعد بن هذيل، كان مسلمًا على عهد رسول الله ولم يره.

ولا خلافَ أنه جاهلي إسلامي تُوُفِّيَ في خلافة عثمان -رضي اللَّه تعالى عنه- بطريق


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) كلام العيني هنا فيه خطأ، فالأصل في اللقب إذا صحب الاسم وجب تأخير اللقب وتقديم الاسم، ولا يجوز تقديم اللقب على الاسم إلا في ضرورة الشعر؛ كبيت الشاعر هنا، وهو قوله:
بأن ذا الكلب عمرًا خيرهم حَسَبًا … ببطن شريان يعوي حوله الذيب
أما إذا اجتمع اللقب مع الكنية جاز تقديم أيهما شئت وتأخير الآخر، وإن اجتمع الاسم مع الكنية جاز تقديم الاسم وتأخير الكنية ويجوز العكس. ينظر توضيح المقاصد للمرادي (١/ ١٧٠)، وابن الناظم (٢٨)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٧٣) وما بعدها، وشرح الأشموني (١/ ١٢٩)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٧١).
(٣) توضيح المقاصد للمرادي (١/ ١٧٤).
(٤) البيت من بحر المتقارب، وهو لأبي ذؤيب الهذلي، وانظر المقطوعة كلها في ديوان الهذليين (١/ ٦٤).
(٥) في (أ): الحارث.

<<  <  ج: ص:  >  >>