للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنى: أَكُلَّ رجل تحسبينه رجلًا وكُلَّ نار تحسبينها نارًا، يعني: ليس كل من له صورة امرئ بامرئ كامل، بل المراد بالكامل (١): من له خصال سنية وأوصاف بهية، وليس كل نار توقد بالليل نارًا، إنما النار نار توقد لقرْي الزوار.

الإعراب:

قوله: "أكل امرئ" الهمزة للاستفهام، "وكل امرئ": كلام إضافي مفعول لقوله: "تحسبين"، وقوله: "امرأ" مفعوله الثاني.

قوله: "ونار" بالجر لأن أصله: وكل نار، فلما حذف كل، أبقي نار على أصله بالجر، و "تحسبين" -أيضًا- فيه مقدرة؛ لأن المعنى: وتحسبين كل نار، ويروى: ونارًا بالنصب، قال النحاس: ومن لم يعطف على عاملين رواه: "ونارًا" بالنصب.

قوله: "توقد" أصله: تتوقد، فحذفت منه إحدى التاءين وهي [جملة] (٢) وقعت صفة للنار، قوله: "نارًا" نصب لأنه مفعول ثان لتحسبين المقدرة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ونار" حيث حذف المضاف فيه، وترك المضاف إليه بإعرابه؛ إذ تقديره: وكل نار" كما ذكرنا، فحذف كل وترك نار بالجر على ما كان عليه، ولا يجوز أن يعطف نار المجرور على امرئ؛ إذ فيه عطف على عاملين بواو واحدة فافهم (٣).

الشاهد الثالث والسبعون بعد الستمائة (٤)، (٥)

............................... … وَأَتَيْتُ فَوْقَ بَنِي كُلَيْبٍ مِنْ عَلُ

أقول: قائله هو الفرزدق يهجو جريرًا، وصدره:

ولَقدْ سَدَدتُ عليكَ كُل ثَنِيَّةٍ … ............................


(١) في (أ): بل المرء الكامل.
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٣) ينظر ما قيل فيه في شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٧٠، ٢٧١).
(٤) أوضح المسالك (٢/ ٢٢٠).
(٥) البيت من بحر الكامل، وهو من قصيدة طويلة للفرزدق، يفتخر فيها ويهجو جريرا، ومطلعها مشهور وهو قوله:
إِنَّ الذي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنا … بَيتًا دَعَائِمَهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ
وهي في الديوان، ط. دار صادر (١/ ١٥٥)، وانظر بيت الشاهد في تذكرة النحاة (٨٥)، والدرر (٣/ ١١٥)، وشرح شذور الذهب (١٣٩)، وابن يعيش (٤/ ٨٩)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٢١٠)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٧٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>