للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعده (١):

٢ - رَمَحَتْكَ حِيَن عَجِلَتْ دُونَ وَدَاقِهَا … لَكِنْ أبُوكَ وَدَاقَهَا لا يَعْجَلُ

٣ - وأَنَخْتَ أمّكَ يَا جَرِيرُ كَأَنَّهَا … للنَّاسِ بَارِكَةً طَرِيقٌ مُعْمَلُ

وهي من الكامل.

١ - قوله: "ثنية" بفتح الثاء المثلثة وكسر النون وتشديد الياء آخر الحروف، وهي طريقة العقبة.

٢ - و "الوداق" بفتح الواو وبالقاف المطر، وكذلك الودق، ولكن المراد هاهنا الماء؛ من ودق الماء إذا سال.

الإعراب:

قوله: "سددت": فعل وفاعل، و "كل ثنية": كلام إضافي مفعوله، و "أتيت": جملة من الفعل والفاعل عطف على قوله: "سددت"، وقوله: "فوق": نصب على الظرف مضاف إلى بني كليب.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من عل" حيث جاء مبنيًّا على الضم كفوق؛ فإنه يوافق فوق في معناه وفي بنائه على الضم؛ لأن معناه هاهنا: من فوقهم (٢).

واعلم أن عل - بلام خفيفة اسم بمعنى فوق، والتزم فيه أمران:

أحدهما: استعماله مجرورًا بمن.

والثاني: استعماله غير مضاف؛ فلا يقال: أخذته من عل السطح؛ كما يقال: من علوه ومن فوقه، ومتى أريد به المعرفة كان مبنيًّا على الضم تشبيهًا بالغايات؛ كما في البيت المذكور؛ إذ المراد فوقية معينة لا فوقية مطلقة، ومتى أريد به النكرة كان معربًا (٣)؛ كما في


(١) ينظر الديوان (٤٩٥) ورواية البيت في الديوان هكذا:
إني ارتفعت عليك كل ثنية … وعلوت فوق بني كليب من علُ
والبيتان اللذان ذكرهما العيني ليسا في القصيدة المذكورة، ولا في غيرها؛ لأن طبعات الديوان الأخيرة حذفت منها الأبيات المفحشة المقذعة في الهجاء، انظر ديوانه شرح علي فاعور، طبعة دار الكتب العلمية أولى (١٩٨٧ م)، وطبعة دار صادر بيروت.
(٢) ينظر ابن يعيش (٤/ ٨٩).
(٣) ينظر ابن يعيش (٤/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>