للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقائل الشاهد، وهي أيضًا مآخذ لا تغض من قيمة الكتاب؛ لأنها لا تتكرر كثيرًا بل منها المثال، أو المثالان أو الثلاثة.

أولًا: سرد القصيدة جملة واحدة:

كان العيني يسرد القصيدة التي منها الشاهد، والتي قد تبلغ ثلاثين أو أربعين بيتًا جملة واحدة، ثم يأخذ في شرحها بعد ذلك فيئًا بعد آخر، فيحار القارئ في أي بيت يشرح، وفي أي مكان في القصيدة يفسر، ولو أنَّه سرد خمسة أبيات، ثم شرحها، ثم أعقبها بخمسة أخرى بشرحها حتَّى ينتهي من القصيدة لكان أفضل وأجدى، وانظر مثالًا على ذلك أرجوزة رؤبة بن العجاج التي مطلعها وشاهدها قوله (١):

وقاتِم الأَعْماقِ خاوي المُختَرَقْ … مُشْتَبِه الأَعْلام لَمّاع الخَفَق

وقد بلغت واحدًا وسبعين ومائة بيت من الرجز المشطور، سردها كلها مرَّة واحدة، ثم شرحها بعد ذلك في خمس عشرة صفحة، ومثل ذلك قصيدة عمر بن أبي ربيعة التي بلغت أربعة وسبعين بيتًا من بحر الطَّويل، والتي أولها (٢):

أَمنْ آلِ نُعْم أَنْتَ غَاد فَمُبْكِرُ … غَدَاةَ غَدٍ أَمْ رَائحٌ فَمُهَجِّرُ

سردها كلها مرَّة واحدة، ثم شرحها بعد ذلك بيتًا بيتًا.

ثانيًا: سرد بعض أبيات القصيدة حيثما اتفق:

كان العيني يذكر الشاهد، ثم يذكر بعده عدة أبيات حيثما اتفق دون تفريق بين الجيد والأجود، بل كان يتوقف عن السرد، وبعض المعاني ناقصة.

ففي قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي، والتي منها هذا الشاهد وهو قوله (٣):

هل الدَّهرُ إلَّا لَيلَةٌ وَنَهارُهَا … وإلا طُلُوعُ الشَّمْس ثُمَّ غَيَارُها

ذكر عدة أبيات كان آخرها قوله:

فَمَا أُمُّ خَشْفٍ بالعَلابَة فاردٌ … تَنُوشُ البَرير حَيثُ نَال اهْتصَارُهَا

وفيه ذكر اسم ما الحجازية، وترك خبرها في بيت قال، وهو قوله (٤):

بأَحسَنَ منهَا يوم قَامَت فَأَعرَضَت … تُواري الدموع حين جَدَّ انحدَارُهَا


(١) الشاهد الرابع من شواهد هذا الكتاب.
(٢) الشاهد رقم (٦٤) من شواهد هذا الكتاب.
(٣) الشاهد رقم (٤٧٢) من شواهد هذا الكتاب.
(٤) انظر شرح أشعار الهذليين (١/ ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>