للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "حبيك البيض": كلام إضافي مفعول اسم الفاعل، قوله: "إن لحقوا": جملة شرطية وجوابها محذوف دل عليه سياق الكلام، ومفعول لحقوا محذوف -أيضًا- تقديره: إن لحقوا الأعداء، قوله: "شم العرانين": كلام إضافي صفة لما قبله، وكذا قوله: "لذاع" صفة بعد صفة، وقوله: "عند الموت": كلام إضافي نصب على الظرفية.

الاستشهاد فيه:

مثل الاستشهاد في البيت السابق بعينه وهو أن بل هاهنا نقلت حكم النفي لما بعدها، وهو حجة على المبرد كما ذكرنا (١).

الشاهد الثاني والثمانون بعد الثمانمائة (٢)، (٣)

وَرَجَا الأُخَيْطِلُ مِنْ سَفَاهَةِ رَأْيِهِ … مَا لَمْ يَكُن وَأَبٌ لَهُ لِيَنَالا

أقول: قائله هو جرير بن الخطفي يهجو الأخطل، وهو من الكامل.

الإعراب:

قوله: "ورجا الأخيطل": جملة من الفعل والفاعل، وكلمة "من" في: "من سفاهة رأيه" للتعليل؛ أي: لأجل سفاهة [رأيه] قوله: "] (٤) ما": في محل النصب على أنه مفعول لقوله: "ورجا"، والضمير في: "لم يكن" يرجع إلى الأخيطل، والمعنى: ما لم يكن الأخيطل وأبوه لينالا ذلك يعني: ما رجياه.

قوله: "وأب": عطف الضمير المستكن في: "لم يكن"، وقوله: "له": جاو ومجرور في محل الرفع صفة لأب، أي: وأب كائن له؛ أي: للأخيطل، قوله: "لينالا" اللام فيه للتعليل (٥)، وينالا: منصوب بأن المقدرة بعد اللام، وألفه للتثنية.


(١) ينظر الشاهد رقم (٨٨٠).
(٢) ابن الناظم (٢١٢)، وأوضح المسالك (٣/ ٣٩٠).
(٣) البيت من بحر الكامل، من قصيدة لجرير يهجو بها الأخطل، وقبل الشاهد قوله:
والتغلبي إذا تنحنح للقرب … حك استه وتمثل الأمثالا
وانظر بيت الشاهد في ديوان جرير (٥٧) ط. دار المعارف، وانظره أيضًا في الإنصاف (٤٧٦)، والمقرب (٢/ ٢٣٤)، همع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٣٨)، وشرح الأشموني (٣/ ١١٤)، والدرر (٦/ ١٤٩)، وشرح التصريح (٢/ ١٥١).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) ليس بصحيح، وإنما اللام للجحود لسبقها بكون ماض ناقص منفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>