للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "يسومك" أي: يكلفك؛ من السوم وهو التكليف، ومنه الحديث: "من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الحسف" أي: كلف وألزم، وأصله الواو؛ يعني: سُوم فقلبت ضمة السين كسرة ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، قوله: "من الوجد" وهو شدة العشق، يقال: وجدت بفلانة وجدًا إذا أحببتها حبًّا شديدًا، وقال ابن فارس: يقال: وجدت من الحزن وجدًا (١).

الإعراب:

قوله: "إخالك": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وهو الكاف وهو مفعوله الأول، وقوله: "ذا هوى": كلام إضافي مفعول ثان، قوله: "إن": حرف شرط، و "لم تغضض الطرف": جملة وقعت فعل الشرط، و"الطرف": مفعول لم تغضض، وجواب الشرط هو قوله: "إخالك ذا هوى".

قوله: "يسومك" فعل وفاعل وهو الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى الهوى، ومفعول وهو الكاف، وقوله: "ما لا يستطاع": مفعول ثان؛ أي: يكلفك الهوى ما لا تقدر عليه، و"ما": موصولة، و "لا يستطاع": جملة صلته، قوله: "من الوجد": بيان عن قوله: "ما لا يستطاع" (٢).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "إخالك" حيث استدعى مفعولين، ونصبهما لكونه بمعنى الظن (٣).

الشاهد الثامن والثلاثون بعد الثلاثمائة (٤)، (٥)

مَا خِلْتُنِي زِلْتُ بَعْدَكُم ضَمِنَا … أَشكُو إِلَيكُم حُمُوَّةَ الأَلَمِ

أقول: هذا البيت أنشده الجوهري، وقال: أنشده الأحمر، ولم يعزه إلى قائله، وأحمر هو بن محرز خلف بن حيان الأحمر (٦) مولى أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وكان من أعلم


(١) ينظر مجمل اللغة مادة: "وجد".
(٢) وبقية الأعراب: "وجملة يسومك" في محل جر نعت لهوى.
(٣) من الأفعال التي تنصب مفعولين وتفيد الرجحان: ظن وخال وزعم وحجا وغيرها ولها أمثلة كثيرة، وفي هذا البيت جاءت خال بمعنى ظن ونصبت مفعولين: المفعول الأول وهو الكاف، والثاني قوله: "ذا هوى" وهذا كثير في خال، وقد تأتي بمعنى اليقين كما في الشاهد (٣٤٢).
(٤) أوضح المسالك (٢/ ٤٧).
(٥) البيت من بحر المنسرح، وهو لقائل مجهول، وهر في الشكوى والعذاب، وانظره في التصريح (١/ ٢٤٩)، وشرح التسهيل (٢/ ٨١)، والصحاح مادة: "ضمن"، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٩٤).
(٦) في الأعلام للزركلي (٢/ ٣١٠) خلف الأحمر خلف بن حيان، أبو محرز، المعروف بالأحمر: راوية، عالم =

<<  <  ج: ص:  >  >>