للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس بالشعر وأقدرهم على القافية، وكان شاعرًا -أيضًا-.

وهو من المنسرح (١).

قوله: "ضَمِنًا" بفتح الضاد المعجمة وكسر الميم وبالنون، يقال: رجل ضمن وهو الذي به الزمانة في جسده من بلاء أو كسر أو غير ذلك، والاسم: الضمَن بفتح الميم، والضمان والضمانة: الزمانة، وقد ضمِن الرجل بالكسر ضمنًا بفتح الميم فهو ضمِن بكسر الميم؛ أي: زمن مبتلى، قوله: "حموّة الألم" بضم الحاء المهملة وبالميم وتشديد الواو وفي آخره تاء، وحموة الألم: سورته وشدته، ومنه حميا الكأس وهو أول سورتها.

الإعراب:

قوله: "ما خلتني زلت" أرد: خلتني ما زلت، فقوله: "خلتني": جملة معترضة بين ما وزلت، "وخلت" هاهنا بمعنى: أيقنت؛ كذا قال بعضهم وهو غريب (٢) والتقدير: خلت نفسي، فقوله: "في": المفعول الأول، وقوله: "ضمنًا" هو المفعول الثاني، والتاء في: "زلت": اسم زال، وقوله: "بعدكم": كلام إضافي نصب على الظرف، والعامل فيه زلت.

وقوله: "أشكو إليكم حموة الألم": جملة في محل النصب على أنها خبر لقوله: "زلت"، ويقال: "ضمنًا" هو الخبر، "وأشكو إلى آخره" هو المفعول الثاني لخلت، والأول أظهر وأولى على ما لا يخفى.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ما خلتني" حيث جاء فيه خلت بمعنى ظننت؛ فلذلك نصب مفعولين وهو المعنى الغالب فيه، وإن كان قد يجيء لليقين، وقد قيل: ان خلت فيه بمعنى أيقنت؛ كما ذكرناه.


= بالأدب، شاعر، من أهل البصرة، معلم الأصمعي ومعلم أهل البصرة، وقال الأخفش: لم أدرك أحدًا أعلم بالشعر من خلف والأصمعي، وكان يضع الشعر وينسبه إلى العرب، قال صاحب مراتب النحوينن: وضع خلف على شعراء عبد القيس شعرًا كثيرًا، وعلى غيرهم، عبثًا به، فأخذ ذلك عنه أهل البصرة وأهل الكوفة، وله: ديوان شعر وكتاب جبال العرب، ومقدمة في النحو، توفي نحو (١٨٠ هـ).
(١) البيت من المنسرح ونسبه العيني إلى الوافر.
(٢) الأصل في خال التي تنصب مفعولين أن تستعمل في غير المتيقن، أما استعمالها في المتيقن فهذا قليل، قال ابن مالك: "وتستعمل ظن في المتيقن كثيرًا … ويقل ذلك في حسب وخال .... ثم ذكر البيت الشاهد"، شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٨٠، ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>