كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية

شواهد كان وأخواتها - الشاهد الثاني عشر بعد المائتين - ج: 2 - ص: 624

والمعنى على هذا: لم يزل كل ذي عفاف قنوع بقليل غنيًّا وعزيزًا (١)].

قوله: "ينفك": من الأفعال الناقصة، يستدعي مرفوعًا ومنصوبًا؛ فقوله: "كل ذي عفة": اسمه، وقوله: "ذا غنى": كلام إضافي خبره مقدمًا، قوله: "واعتزاز" بالجر عطفًا على قوله: "ذا غنى".

قوله: "مقل قنوع": مجروران لأنهما صفتان لقوله: "ذي عفة" وعلى ضبط الشيخ تكون الجملة صفة لذي عفة في محل الجر؛ لأن الموصوف مجرور، والباء في بقل تَتَعلق بقنوع وهو صفة مشبهة على وزن فعول -بالفتح كصبور، وشكور "وهذا أبلغ من قانع" (٢)؛ [كما أن صبور أبلغ من صابر] (٣).

[وضَبْطُ الشيخ "قنوعُ" بالرفع على الابتداء لا حاجة إليه؛ بل هو مجرور صفة لذي عفة] (٤)، والتقدير: كل ذي عفة قنوع بقل، اللَّهم إلا إذا كان آخر القصيدة على الرفع فافهم (٥).

الاستشهاد فيه:

على إعمال: "ينفك" عمل كان لتقدم النفي عليها، وإن كان بالفعل، قال البعلي: النفي يكون بما وبغيرها من حروف النفي (٦)، وقد يغني عن حرف النفي ليس كما في قول الشاعر:

ليس ينفك إلى آخره (٧).

الشاهد الثاني عشر بعد المائتين (٨)، (٩)

تَنْفَكُّ تَسْمَعُ ما حييتَ … بِهَالِكِ حَتَّي تَكُونَهْ

أقول: قائله هو خليفة بن براز (١٠)، كذا قاله أبو عبيدة في كتاب شرح الأمثال، وبعده:

---

(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) في (أ) وهو أبلغ من شاكر.
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) تعمل زال وبرح وفتئ وانفك عمل كان بشرط تقدم نفي أو شبهه، والنفي قد يكون حرفًا أو فعلًا كما في البيت.
(٦) الفاخر في شرح جمل عبد القاهر (١/ ٢٣٩).
(٧) اشترط النحويون لعمل زال وبرح وانفك وفتئ عمل (كان) تقدم نفي أو شبهه، ويشمل النفي الحروف وغيرها، ويشمل ذلك (ليس)، ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٣٤)، وابن يعيش (٧/ ١٠٧) وما بعدها، والتوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل (١/ ١٩٦).
(٨) ابن الناظم (٥١).
(٩) البيت من بحر الكامل المجزوء المرفل منسوب لخليفة بن براز، وهو في الخزانة (٩/ ٢٤٢)، والدرر (٢/ ٤٥)، والإنصاف (٨٢٤)، وتخليص الشواهد (٢٣٣)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٣٥)، وشرح عمدة الحافظ (١٩٨)، وابن يعيش (٧/ ١٠٩).
(١٠) شاعر جاهلي، وبراز كسحاب بتخفيف الراء، الخزانة (٩/ ٢٤٥).