(٢) قال الأنباري: "إذا فصل بين كم الخبرية وتمييزها فهل يبقى التمييز مجرورًا؟ ذهب الكوفيون إلى أنه إذا فصل بين كم في الخبر وبين الاسم بالظرف وحرف الجر كان مخفوضًا نحو: كم عندك رجلٍ، وكم في الدار غلامٍ، وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز فيه الجر ويجب أن يكون منصوبًا ..... ". الإنصاف (٣٠٣ - ٣٠٩)، وقال الفارسي: "وقد تجعل كم في الخبر بمنزلة عشرين فينصب ما بعدها، ويختار ذلك إذا وقع الفصل بين المضاف والمضاف إليه، وذلك كقوله (البيت) اعلم أنهم يقولون في الخبر: كم في الدار رجلًا، فينصبون تنكبًا للفصل بين الجار والمجرور؛ إذ لو قالوا: كم في الدار رجل كان قولك: في الدار فاصلًا بين الجار الذي هو "كم" وبين المجرور الذي هو: "رجل"، فقوله: وكم دونه من الأرض محدودبًا غارها، الأصل كم محدودب غارها من الأرض، ثم لما أوقع قوله: "دونه" بعد كم نصب فقال: محدودبًا؛ إذ لو جر لكان قوله: دونه من الأرض، فاصلًا بين كم ومحدودب المجرور به". الإيضاح ومعه المقتصد (٧٤٢، ٧٤٣)، وينظر ابن يعيش (٤/ ١٣١). (٣) ابن الناظم (٢٩١). (٤) البيت من بحر الكامل، وهو في المدح وليس للفرزدق كما ذكر الشارح فقد فتشنا في ديوانه على اختلاف طبعاته ولم نجده فيه، وانظره في الكتاب (٢/ ١٦٨)، والمقتضب (٣/ ٦٢)، واللمع (٢٢٩)، وابن يعيش (٤/ ١٣٠، ١٣٢)، والإنصاف (٣٠٤)، والخزانة (٦/ ٤٧٦)، والأشموني (٤/ ٨٢).