للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواو ها هنا واو رب (١).

قوله: "مشرق اللون": كلام إضافي إضافته لفظيه مجرور؛ لأنه صفة الوجه, قوله: "كأن": مخففة من الثقيلة, قوله: "ثدياه": مبتدأ، و"حقان": خبره، ولما خففت كأن جاز إبطال عملها، فلهذا جاء بعدها المبتدأ والخبر، والجملة صفة وجه أو نحو، ويروى: ثدييه بالنصب على إعمال كأن.

الاستشهاد فيه:

على تخفيف كأن وإلغاء عملها، وحذف الاسم ووقوع خبرها جملة، وأصله: كأنه، والضمير للوجه أو النحر أو الشأن، والجملة الاسمية خبر فافهم (٢).

الشاهد الرابع والتسعون بعد المائتين (٣) , (٤)

لَا يَهُولَنَّكَ اصْطلاُء لظَى الحَربِ … فَمَحذُورُهَا كَأَنْ قَدْ أَلمَّا

أقول: لم أقف على اسم قائله.

وهو من الخفيف.

قوله: "لا يهولنك": من هاله الأمر يهوله إذا أفزعه وخوفه، ومنه مكان مهيل؛ أي: مخوف، و"الاصطلاء": من اصطليت النار وتصليت بها، و"لظى الحرب": نارها.

والمعنى: لا يفزعنك دخول نار الحرب والاصطلاء بها.

قوله: "فمحذورها" أي: فمحذور الحرب، وهو الذي يحذر منه، أي: يتحرز [منه] (٥)، وقد يكون المحذور الفزع بعينه, قوله: "ألما": من الإلمام وهو النزول؛ يقال: ألم به أمر، إذا نزل [به] (٦).

المعنى: أنه يشجعه ويصبره على الثبات في الحرب والاقتحام فيها، ويقول: لا تفزع من دخول


(١) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٤٥).
(٢) إذا خففت (كأن) جاز إعمالها وجاز أيضًا إهمالها، وإذا عملت كان اسمها ضمير شأن محذوفًا ويكون خبرها جملة اسمية أو فعلية، فإن كان الخبر جملة اسمية لم تحتج إلى فاصل بينها وبين كأن، وهنا جاء الخبر جملة اسمية في محل رفع، واسم (كأن) ضمير الشأن أو ضمير يعود على الوجه أو النجر، وأما رواية (ثدييه) بالنصب على أنه اسم كأن منصوب بالياء و (حقان) خبره.
(٣) أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٣٧٩).
(٤) البيت من بحر الخفيف لقائل مجهول يدعو إلى الحرب وعدم الخوف منها، فكل شيء واقع، وانظر البيت في التصريح (١/ ٢٣)، وشرح شذور الذهب (٢٨٦)، وحاشية الصبان (١/ ٢٩٤).
(٥) و (٦) ما بين المعقوفتين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>