للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"مالي": خبرها، قوله: "ولا حرم": عطف على اسم ليس (١).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يقول" فإنَّه مضارع وقع جزاء الشرط وهو مرفوع غير مجزوم، وقد علم أن الشرط إذا كان ماضيًا والجزاء مضارعًا يجوز فيه الرفع (٢).

الشاهد الخامس عشر بعد المائة والألف (٣) , (٤)

يا أقرعَ بنَ حابسٍ يَا أقرعُ … إنكَ إنْ يُصْرعْ أخوكَ تُصْرَعُ

أقول: قائله هو جرير بن عبد الله البَجَليّ (٥)، وقال الصاغاني: قائله عمرو بن خَثَارِم البَجَليّ (٦)، وهو من الرجز المسدس، وأصله هكذا (٧):

١ - يَا أَقْرَعَ بنَ حابسٍ يَا أقْرَعُ … إِنِّي أَخُوكَ فَانْظُرَن مَا تَصْنَعُ

٢ - إنك إِنْ يُصْرَعْ أَخُوكَ تُصْرَعُ … إِنِّي أَنَا الدَّاعِي نِزَار فَاسَمَعُوا

٣ - في بَاذِخٍ مِنْ عِزِّ مُجِدٍّ يُفرَعُ … بِهِ يُضَرُّ قَادِرٌ وَيَنْفَعُ

٤ - وَأَدْفَعُ الضَّيْمَ غدًا وَأَمْنَعُ … عِزٌّ أَلدُّ شَامِخٌ لا يُقْمَعُ


(١) الإعراب الذي أعربه في قوله: "لا غائب مالي ولا حرم" بعيد؛ "فلا" مهملة لتقدم الخبر، وعليه "فغائب" خبر مقدم و"مالي" مبتدأ مؤخر، و"حرم" معطوف على الخبر المقدم.
(٢) ينظر شرح التسهيل للمرادي (٣/ ٣٧٠)، وشرح الأشموني (٤/ ١٧)، وقال فيه الأشموني: "ورفعه عند سيبويه على تقدير تقديمه وكون الجواب محذوفًا، وذهب الكوفيون والمبرد إلى أنَّه على تقدير الفاء، وذهب قوم إلى أنَّه ليس على التقديم والتأخير ولا على حذف الفاء بل لما لم يظهر لأداة الشرط تأثير في فعل الشرط لكونه ماضيًا ضعفت عن العمل في الجواب".
(٣) ابن الناظم (٢٧٣)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٢٤٧)، وشرح ابن عقيل (٤/ ٣٦).
(٤) البيتان من بحر الرجز المشطور، وقد اختلف في قائلهما على ما ذكره الشارح، وهما من مقطوعة سردها الشارح أَيضًا وذكر مناسبتها، وانظر الشاهد في الكتاب (٣/ ٧)، وشرح أبيات سيبويه (٢/ ١٢١)، والمقتضب (٢/ ٧٢)، وابن يعيش (٨/ ١٥٨)، والمغني (٥٥٣)، والإنصاف (٦٢٣)، والخزانة (٨/ ٢٠، ٢٣، ٢٨)، وشرح شواهد المغني (٨٩٧).
(٥) صحابي جليل شهد حروب الردة وموقعة القادسية سماه عمر يوسف هذه الأمة لجماله (ت ٥٤ هـ)، الخزانة (٨/ ٢٢).
(٦) شاعر جاهلي، الخزانة (٨/ ٢٣).
(٧) انظر الأبيات المذكورة في خزانة الأدب (٨/ ٢٠، ٢٣، ٢٨)، وفي شرح أبيات مغني اللبيب (٧/ ١٨٠، ١٨١)، وانظرها في فرحة الأديب للغندجاني (١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>