للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في فتح نون (١) التثنية، والقياس: كسرها، ولكن الفتح ها هنا ليس بضرورة؛ إذ الوزن لا ينكسر بالكسر، وإنَّما هي لغة بني أسد من العرب نقلها الفراء عنهم، وكذلك جاء الضم في بعض اللغات، حكى أبو علي عن أبي عمرو الشيباني: هما خليلانُ بضم النون، وقال: ضم نون التثنية لغة (٢)، قال الشاعر (٣):

١ - يَا أبَتَا أَرَّقَنِي القذَّانُ … فَالنّوْمُ لا تَطْعمهُ العَينَانُ

٢ - مِنْ عَضِّ بَرغُوثٍ لَهُ أَسْنَانُ … وللخَمُوشِ فَوْقَنَا تَطْنَانُ

قال أبو علي البغدادي: "القذان" بكسر القاف وإعجام الذال المشددة، جمع قذذ، وهو البرغوث، وقال الخليل: القذان جمع قذة (٤)، وقال المبرد: "الخموش" البعوض، والواحد أيضًا خموش، سمي بذلك لأنَّه يخمش الجلد.

الشاهد الحادي والثلاثون (٥)، (٦)

أَعْرِفُ مِنْهَا الجِيدَ وَالعَينَانَا … ومَنْخَريْن أَشْبَهَا ظَبيَانَا

أقول: قيل: إن قائله لا يعرف، وهو غير صحيح، وقيل: قائله هو رؤبة بن العجاج، وهو أيضًا غير صحيح، والصحيح ما قاله أبو زيد: أنشدني المفضل لرجل من بني ضبة، هلك منذ أكثر من مائة سنة، وهي (٧):


= والمنع مطلقًا، وهو المحكي عن ابن جني، والثالث: الجواز في الواو فقط وهو لأبي علي، نقله عنه أبو الفتح في سر الصناعة. انظر سر الصناعة (٤٨٨)، والمغني (٤٨٥).
(١) في (أ): في فتح النون.
(٢) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٦٢)، وتوضيح المقاصد (١/ ١٠٠)، وما بعدها.
(٣) أبيات من بحر الرجز في ملحق ديوان رؤبة بن العجاج (١٨٦) (مجموع أشعار العرب)، وانظرها في خزانة الأدب (١/ ٩٢)، وشرح التصريح (١/ ٧٩)، والدرر (١/ ٥٧)، وشرح الأشموني (١/ ٣٩)، وهمع الهوامع (١/ ٤٩).
(٤) كتاب العين (٥/ ٢٠)، باب القاف مع الذال، مستعمل فقط .. والقِذّانُ: البَراغيثُ، واحدتُها قذةٌ، قال: يُؤَرقُني قِذّانُها وبَعُوضُها، تحقيق: د. مهدي المخزومي، ود. إبراهيم السامرائي، نشر: دار ومكتبة الهلال.
(٥) توضيح المقاصد (١/ ١٠١)، وأوضح المسالك (١/ ٤٧)، وشرح ابن عقيل (١/ ٧١).
(٦) البيت من بحر الرجز المسدس، لقائل مختلف فيه على ما ذكره الشارح، وانظره في نوادر أبي زيد (١٥)، وقد نسب لرؤبة وهو في ملحق ديوانه (مجموع أشعار العرب) (١٨٧)، وانظره في الدرر (١/ ١٣٩)، والخزانة (٧/ ٤٥٢، ٤٥٣، ٤٥٦، ٤٥٧)، ورصف المباني (٢٤)، وسر الصناعة (٤٨٩).
(٧) انظر في نوادر أبي زيد (١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>