للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شواهد الوقف]

الشاهد العشرون بعد المائتين والألف (١)، (٢)

ألَا حَبَّذَا غُنْمٌ وحُسْنُ حديثها … لقد تَركتْ قلبي بها هائِمًا دَنِفْ

أقول: هو من الطويل.

قوله: "غنم" بضم الغين المعجمة وسكون النون، وهو اسم امرأة، و"الهائم": من هام على وجهه يهيم هيمًا وهيمانًا من العشق، أو غيره، و"دنف" بفتح الدال وكسر النون؛ صفة مشبهة من الدنف بفتح النون وهو المرض الملازم.

الإعراب:

قوله: "ألا" للتنبيه، و "حبذا" كلمة مدح؛ فحبَّ فعل، وذا فاعله، و "غنم" هو المخصوص بالمدح، وقد اختلف في إعرابه، فقيل: حبذا مبتدأ، وغنم خبره، قلت: هذا لا يتمشى إلا على قول من يقول: إن الغالب على حبذا الاسمية (٣).

وقيل: "غنم" بدل من"ذا"؛ كأنه قال: حب غنم، وقيل: غنم خبر مبتدأ محذوف؛ كأنه قيل: لما قيل حبذا من المحبوب، فقيل: غنم، أي: هي غنم، وقيل: غنم مبتدأ، وحبذا مقدمًا خبره، وقد أغنى اسم الإشارة غناء الضمير فيمن جعله جملة، وفيمن جعله اسمًا مفردًا فلا إشكال.


(١) ابن الناظم (٨٠٨).
(٢) البيت من بحر الطويل، وهو في الغزل والعشق، وهو لقائل مجهول، وانظره في شرح قطر الندى (٣٢٨)، والهمع (٢/ ٢٠٥)، والدرر (٦/ ٢٩٦)، والمعجم المفصل (٥٦٣) وروايته: "وحسن حديثها".
(٣) هي مسألة خلاف بين البصريين والكوفيين ذكرها الأنباري مطولة في الإنصاف مسألة (١٤)، وينظر معه شرح ألفية ابن معطٍ (٩٦٧) للدكتور: علي موسى الشوملي؛ نشر مكتبة الخريجي.

<<  <  ج: ص:  >  >>