للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الرابع والأربعون بعد التسعمائة (١)، (٢)

عَبَّاسُ يا المَلِكُ المُتَوَّجُ والذِي … عَرَفَتْ لَهُ بَيتَ العُلَا عَدْنَانُ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل.

قوله: "المتوج" هو الَّذي على رأسه تاج، و"عدنان": أبو العرب، وجميع العرب من عدنان وقحطان، فمن قحطان سبأ وحضر موت، ومن عدنان: ربيعة ومضر، ولما كان عباس المذكور من عرب عدنان عينه من شعره.

الإعراب:

قوله: "عباس": منادى مفرد معرفة حذف منه حرف النداء، والتقدير: يا عباس، قوله: "يا الملك" -أيضًا- منادى، و"المتوج" بالرفع صفته حملًا على اللفظ، ويجوز النصب حملًا على المحل، قوله: "والذي": عطف على ما قبله، وقوله: "عرفت": فعل، و"عدنان": فاعله، و"بيت العلا": كلام إضافي مفعول، وقوله: "له" يتعلق بقوله: "عرفت".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يا الملك" فإن الكوفيين استدلوا به على جواز دخول حرف النداء على المعرف بالألف واللام، فأجازوا أن يقال: يا الغلام، ويا الَّذي قام، ويا الحرث، ويا الفرزدق، وحكى ذلك أيضًا أبو العباس عن البغداديين يقولون: يا الرجل أقبل، وأجيب عن ذلك بوجهين:

الأول: أن ذلك محمول على الضرورة.

والثاني: أن المنادى فيه محذوف تقديره: يا أيها الملك، وكذلك يقدر في الأمثلة المذكورة (٣).


= التسهيل للمرادي (٢٧)، ومعاني القرآن للفراء (١/ ٢٠٣).
(١) أوضح المسالك (٤/ ٣١).
(٢) البيت من بحر الكامل، غير منسوب في مراجعه، وهو في المدح، وانظره في التصريح (٢/ ١٧٣)، والهمع (١/ ١٧٤)، والدرر (٣/ ٣١).
(٣) ينظر المسألة (٤٦) من الإنصاف حيث أجاز الكوفيون نداء ما فيه الألف واللام نحو: يا الرجل، ويا الغلام، ومنحه البصريون، فقال سيبويه: "وزعم الخليل أن الألف واللام إنما منعهما أن يدخلا في النداء من قبل أن كل اسم في النداء مرفوع معرفة، وذلك أنَّه إذا قال: يا رجل ويا فاسق، فمعناه كمعنى: يا أيها الفاسق ويا أيها الرجل، وصار معرفة لأنك أشرت إليه وقصدت قصده واكتفيت بها عن الألف واللام … " الكتاب (٢/ ١٩٧)، والأشموني (٣/ ١٤٥)، وفيه يقول: "وباضطرار خص جمع (يا) و (أل) في نحو: (البيت) .. ولا يجوز ذلك في الاختيار خلافًا للبغداديين في ذلك .. " وينظر ابن يعيش (٢/ ٨، ٩)، والمقتضب (٤/ ٢٤١ - ٢٤٣)، وأصول النحو لابن السراج (١/ ٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>