للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محل النصب على أنها المفعول الثاني (١).

وقال الشيخ أبو الفتح البعلي في شرح الجرجانية: إذا تقدم الفعل على الجزأين ولم يتقدم عليه بعض الكلام ترجح الإعمال؛ كقولك: ظننت زيدًا مقيمًا، وإن تقدم عليه بعض الكلام ترجح الإهمال؛ كقول كعب بن زهير:

أرجو وآمل ................... … .............. إلى آخره

فألغي إخال لتقدمه على الجزأين وتقدم بعض الكلام عليه (٢)، وفيه شواهد أخرى:

الأول: فيه عطف الشيء على نفسه، وقد أجبنا عنه (٣).

الثاني: فيه تسكين المنصوب المعتل بالواو للضرورة (٤).

الثالث: فيه الالتفات من الغيبة إلى الخطاب (٥).

الرابع: فيه أن يقال آمل بالتخفيف يأمل؛ كقتل يقتل، وقد وهم بعض المتأخرين فزعم أنه إنما يقال: أمّل بالتشديد فافهم.

الشاهد الثالث والخمسون بعد الثلاثمائة (٦) , (٧)

بِأَي كتَاب أم بِأَية سُنَّةٍ … تَرَى حبَّهُم عارًا عليَّ وتحسبُ

أقول: قائله هو الكميت بن زيد الأسدي، وقد ترجمناه فيما مضى.


(١) هذه كلها تخريجات أجازها البصريون فيما إذا تقدم الفعل وألغي عمله.
(٢) وهذا رأي الأخفش والكوفيين، وانظر الفاخر في شرح جمل عبد القاهر للبعلي (٣٤٣).
(٣) ينظر إعراب البيت، ومن شواهده -أيضًا- قوله تعالى: ﴿قَال إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾.
(٤) ينظر ضرائر الشعر لابن عصفور (٩٦)، (خليل عمران المنصور).
(٥) الالتفات: محسن بديعي وهو انتقال الكلام من صيغة إلى أخرى كالانتقال من الخطاب إلى الحاضر أو إلى الغائب، أو من فعل ماض إلى مستقبل، والبيت فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله: "مودتها، ومنك" ومنه قول: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾، عدم البديع لعبد العزيز عتيق (١٤٦) وما بعدها.
(٦) توضيح المقاصد (١/ ٣٨٨)، وأوضح المسالك (٢/ ٦٩)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٥٥).
(٧) البيت من بحر الطويل، من قصيدة طويلة مشهورة للكميت بن زيد الأسدي في مدح آل البيت، وقد استشهد النحاة بأبيات كثيرة منها، ومطلعها قوله:
طربت وما شوقًا إلى البيض أطرب … ولا لعبًا مني وذو الشيب يلعب
وانظرها في الخزانة (٢/ ٢٥٦) (بولاق)، وانظر بيت الشاهد في المحتسب (١/ ١٨٣)، والتصريح (١/ ٢٥٩)، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (٦٩٢)، وهمع الهوامع (١/ ١٥٢)، والأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٣٥)، والدرر (١/ ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>