للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "من يحفى": من حفى يحفى من باب علم يعلم وهو الذي يمشي بلا خف ونعل ولكن أراد به ها هنا الفقر، و"منتعل": من انتعل إذا لبس النعل، وأراد به الغني.

والمعنى: هم بين فتية كالسيوف الهندية في مضائهم وحدتهم وأنهم موطنون أنفسهم على الموت [موقنون به] (١)؛ لأنهم قد علموا أن الإنسان هالك سواء كان غنيًّا أو فقيرًا.

قوله: "وقهوة" أي: خَمرًا، سميت بذلك لأنها تقهي؛ أي: تذهب بشهوة الطعام، و"الراووق": الإناء، و "الخَضِل" بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين؛ أي: الدائم الندى لكثرة استعمالهم إياها.

الإعراب:

قوله: "في فتية": في محل النصب على الحال من قوله: "شَاوٍ" في البيت السابق. والمعنى: حال كونه في فتيةٍ، ويجوز أن يكون حالًا من الضمير المنصوب في يَتْبَعُني.

قوله: "كَسُيوفِ الْهِنْد": جار ومجرور كلام إضافي صفة للفتية، وكذلك قوله: "قد علموا" جملة وقعت صفة للفتية, قوله: "أَنْ" مخففة من المثقلة, قوله: "كل مَنْ يحْفَى": كلام إضافي مبتدأ، وخبره قوله: "هَالكٌ" مقدمًا, قوله: "وينتعل": عطف على صلة الموصول، والجملة في موضع مفعولي علموا.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أَن هالِكٌ"؛ حَيثُ خُفِّفَتْ أن من المثقلة، وأُلْغِيَتْ عن العمل، وجاء خبرها أيضًا جُملَةٌ اسمية (٢).

الشاهد التاسع والثمانون بعد المائتين (٣) , (٤)

عِلمُوا أَنْ يُؤمَّلُونَ فجَادُوا … قَبْل أن يُسأَلُوا بأَعْظم سُؤْل

أقول: لم أقف على اسم قائله.


(١) ما بين المعقوفتين سقط في (أ).
(٢) إذا خففت (أنْ) عملت وكان اسمها ضمير الشأن وخبرها جملة اسمية أو فعلية وهنا جاء الخبر جملة اسمية، فإذا ألغي عملها في الظاهر كانت عاملة في الحكم والتقديرُ للفرق لابن المكسورة والمفتوحة. ينظر ابن يعيش (٨/ ٧٣).
(٣) ابن الناظم (٦٩)، وتوضيح المقاصد (١/ ٣٥٦)، وأوضح المسالك لابن هشام (١/ ٣٧٣)، وشرح ابن عقيل على الألفية (١/ ٣٨٨).
(٤) البيت من بحر الخفيف، وهو في المدح بالكرم لشاعر مجهول، وانظر الشاهد في التصريح (١/ ٢٣٣)، والدرر (١/ ١٢٠)، والهمع (١/ ١٤٣)، وحاشية الصبان (١/ ٢٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>