للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الحوائم؛ وذلك لأن الإضافة فيه لفظية، وتختص الإضافة اللفظية بجواز دخول الألف واللام على المضاف في مسائل منها مثل هذا الموضع؛ كما في قولك: كالجعد الشعر ونحوه (١).

الشاهد السابع والثلاثون بعد الستمائة (٢) , (٣)

لقدْ ظَفِرَ الزُّوَّارُ أَقْفِيةِ العِدَا … بِمَا جَاوَزَ الآمال مَلْأَسْرِ والقَتْل

أقول: لم أقف على اسم قائله.

وهو من الكامل.

قوله: "الزوار" بضم الزاي؛ جمع زائر، و"الأقفية": جمع قفا، و"العدا" بكسر العين؛ جمع عدوّ، و"الآمال": جمع أمل وهو الرَّجاء.

الإعراب:

قوله: "لقد" اللام للتأكيد وقد للتحقيق، و"ظفر": فعل، و"الزوار": فاعله، وهو مضاف إلى أقفية التي هي مضافة إلى العدا، والباء في قوله: "بما" يتعلق بقوله: "ظفر" وما موصولة، و"جاوز" فعل وفاعل، و"الآمال": مفعوله، والجملة صلة الموصول، قوله: "ملأسر" أصله من الأسر على لغة أهل اليمن؛ فإنهم أبدلوا الميم من اللام (٤)؛ كما في قوله (٥): "ليس من امبر في امصيام في امسفر" (٦)، وكلمة من ها هنا للبيان والتفصيل، وقوله: "والقتل" عطف على قوله: "ملأسر".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "الزوار أقفية العدا". فإن الزوار بالألف واللام مضاف إلى أقفية التي هي مضافة إلى العدا التي بالألف واللام؛ كما في قولك: الضارب رأس الجاني، وذلك لكون الإضافة فيه لفظية (٧).


(١) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٨٥)، وقوله فيها هذا الموضع، وهو أن يكون المضاف إلى فيه ال، أو مضافًا لما فيه ال، ومنها أَيضًا أن يكون المضاف مثنى أو جمعًا كما في قوله: (الشاتمي عرضي).
(٢) أوضح المسالك (٢/ ١٧٣).
(٣) البيت من بحر الطَّويل، وليس من الكامل كما ذكر الشارح، كما أنَّه غير منسوب لقائل، وانظره في شرح التصريح (٢/ ٢٩)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٧٦٤).
(٤) في (أ): يبدلون الميم من اللام.
(٥) الحديث في مسند أَحْمد (٥/ ٤٢٤) طبعة دار المعارف (١٣٦٥ هـ)، القاهرة.
(٦) تشبيه العيني البيت بالحديث ليس صحيحًا، فالبيت فيه حذف نون من للضرورة الشعرية، وقد ورد ذلك في أشعار كثيرة، أما الحديث ففيه إبدال اللام ميمًا، وهو لغة لأهل اليمن.
(٧) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٨٥، ٨٦) والشاهد السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>