للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد السابع والتسعون بعد الستمائة (١)، (٢)

هُمَا خُطَّتَا إِمَّا إِسَارٍ وَمِنَّةٍ … ..........................

أقول: قائله هو تأبط شرًّا (٣)، واسمه ثابت بن جابر الفهمي جاهلي، وتمامه:

............................ … وإمَّا دَمَ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ

وهو من قصيدة رائية من الطويل، وأولها هو قوله:

١ - إذَا المَرْءُ لَمْ يَحْتَلّ وَقَدْ جَدَّ جَدُّهُ … أَضَاعَ وقَاسَى أمْرَهُ وَهْوَ مُدْبِرُ

٢ - [ولكنْ أخُو الحَزْمِ الذِي لَيسَ نَازِلًا … بِهِ الخَطْبُ إلَّا وهْوَ لِلْقَصْدِ مُبصِرُ

٣ - فَذاكَ قَرِيعُ الدَّهرِ مَا عَاشَ حُوَّلٌ … إذَا سَدَّ مِنهُ مَنخِرٌ جَاشَ مِنخُر

٤ - أقُولُ لِلَحْيَانِ وقدْ صَفِرَتْ لَهْم … وطَابي وَيَومِي ضَيِّقُ الحِجْرِ مُعْوَرُ

٥ - هما خطتا ........... … ....................... ] (٤)

وقد ذكرنا تمامها مع معانيها في شواهد أفعال المقاربة (٥).

والاستشهاد فيه هاهنا:

في قوله: "خطتا إما إسار" حيث فصل فيه "إما" بين المضاف وهو قوله: "خطتا" والمضاف إليه وهو قوله: "إسار"، و"خطتا": تثنية خطة، وأصله: خطان، فحذفت النون للإضافة، والخطة -بضم الخاء المعجمة هي القصة والحالة، و "الإسار" بكسر الهمزة؛ بمعنى الأسر، والتقدير: خطأ أسر.

والمعنى: ليس لي إلا واحدة من خصلتين اثنتين على زعمكم؛ إما إسار والتزام منكم إذا رأيتم العفو، وإما قتل، وهو بالحر أجدر مما يكسبه الذل، فهاتان الخصلتان هما اللتان أشار إليهما بقوله: "هما خطتا" وقد ثلثهما بخطة أخرى فيما بعد، وهذا كله تهكم وهزؤ (٦).


(١) توضيح المقاصد (٢/ ٢٨٨).
(٢) البيت من بحر الطويل، من قصيدة لتأبط شرًّا يدعو فيها إلى التمرد، وانظر بيت الشاهد في الخصائص (٢/ ٤٠٥)، ورصف المباني (٣٤٢)، والمغني (٦٤٣)، والممتع (٥٢٦)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٤٩)، (٢/ ٥٢)، والخزانة (٧/ ٤٩٩)، والدرر (١/ ١٤٣)، وشرح التصريح (٢/ ٥٨)، وشرح شواهد المغني (٩٧٥).
(٣) أحد لصوص العرب في الجاهلية، كان يغزو على رجليه، وكان ينتظر الظباء فينتقي أحسنها فيعدو خلفها ثم يأتي به، وسمي بذلك لأنه حمل إلى أمه جراب حيات فنثره في حجرها. الخزانة (١/ ١٣٨).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٥) ينظر الشاهد رقم (٢٤٣).
(٦) ينظر شرح التصريح (٢/ ٥٨)، والمغني (٦٤٣)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>