كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية

شواهد أفعل التفضيل - الشاهد الثامن والتسعون بعد السبعمائة - ج: 4 - ص: 1536

في الأكثر (١)، وقد وهم الجاحظ حيث قال: هذا البيت يبطل قول النحويين لا تجتمع من وأل في اسم التفضيل فجعل كلًّا من "أل" و"من" معتدًّا به جاريًا على ظاهره (٢).

الشاهد الثامن والتسعون بعد السبعمائة (٣)، (٤)

تولى الضَّجِيعَ إِذَا تَنَبَّهَ مَوْهِنًا … كَالأُقْحُوَانِ مِنَ الرَّشَاشِ المُسْتَقِي

أقول: قائله هو القطامي (٥)، واسمه عمير بن شييم، وهو من قصيدة قافية طويلة من الكامل، وأولها هو قوله (٦):

١ - طَرَقَتْ جَنُوبُ رِحَالنَا مِنْ مَطْرَقِ … مَا كُنْتُ أَحْسَبُهَا قَرِيبَ المُعْنَقِ

٢ - قَطَعَتْ إِلَيْكَ بِمِثْلِ جِيدِ جَدَايَةٍ … حَسَن مُعَلَّق تُومَتَيْهِ مُطَوَّقِ

٣ - هَلَّا طَرَقْتِ إِذِ الحَيَاةَ لَذِيذَةٌ … وإذ الشَّبَابَ قَمِيصُهُ لَمْ يَخْلُقِ

[إلى أن قال:] (٧)

٤ - تُعْطِي الضَّجِيعَ إِذَا تَنَبَّهَ مَوْهنًا … مِنْهَا وَقَدْ أَمِنَتْ لَهُ مَنْ تَتَّقِي

٥ - عَذْبَ المَذَاقِ مفلجًا أَطْرَافهُ … كَالأُقْحُوَانِ منَ الرَّشَاشِ المُسْتَقِي

٦ - نَفَضَتْ أَعَاليَهُ الشَّمال تَهزُّهُ … وَغَدَتْ عَلَيْهِ غَدَاةَ يَوْمٍ مشْرِقِ

فعرفت من هذا أن البيت المذكور الذي استشهد به ابن الناظم مركب من صدر بيت وعجز بيت آخر، والصحيح ما ذكرناه كما نقلناه من ديوانه.

---

(١) قال ابن مالك بعد أن ذكر البيت: "وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون من المعتاد وقوعها بعد العاري والألف واللام زائدتان، والثاني: أن تكون من متعلقة بأكثر مقدرًا مدلولًا عليه بالموجود المصاحب للألف واللام كأنه قال: ولست بالأكثر أكثر منهم حصى .... والثالث: أن تكون من للتبيين كأنه قال: ولست بالأكثر من بينهم فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه". شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٥٨)، وحاشية الصبان (٣/ ٤٧).
(٢) ينظر ابن يعيش (٧/ ١٠٣، ١٠٤).
(٣) ابن الناظم (١٨٧).
(٤) البيت من بحر الكامل، وهو من قصيدة للقطامي بدأها بالغزل الصريح، وانظر الشاهد في شواهد التوضيح (٥٩)، وحاشية يس (٢/ ٢٤)، والأغاني (١١/ ٢٧، ٢٨).
(٥) هو عمير بن شييم التغلبي، شاعر إسلامي (ت ١٠١ هـ).
(٦) انظر ديوان القطامي (٢٥١)، تحقيق: محمود الربيعي، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، (٢٠٠١ م)، والأغاني (١١/ ٢٧، ٢٨).
(٧) ما بين المعقوفين سقط في (ب).