للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شواهد عوامل الجزم]

الشاهد الثالث بعد المائة والألف (١) , (٢)

محمدُ تَفْدِ نفسَك كُلُّ نفسٍ … إذا ما خِفْتَ من شَيءٍ تَبَالًا

أقول: قائله مجهول (٣)؛ كذا قاله أبو العباس (٤)، ولكن هو من أبيات الكتاب، أنشده سيبويه (٥)، ولو لم يكن محتجًّا به لما أنشده، وكونه مجهولًا عند أبي العباس لا يمنع أن يكون معلومًا عند غيره، ويجيء الآن مزيد الكلام فيه إن شاء الله تعالى، وهو من الوافر.

قوله: "تبالًا" بفتح الفوقية (٦)، وتخفيف الباء الموحدة، وهو الفساد؛ كذا قاله بعض شراح كتاب الزمخشري، وقال الجوهري: التبل: الترة، والذحل بالذال المعجمة والحاء المهملة، ثم فسر الذحل بالحقد والعداوة (٧).

الإعراب:

قوله: "محمَّد": منادى مبني على الضم حذف منه حرف النداء، والتقدير: يَا محمَّد، قوله: "تفد": أمر حذف منه اللام، وأصله: لتفد، و"نفسك": كلام إضافي مفعول، والفاعل هو قوله: "كل نفس"، و"إذا": ظرف بمعنى حين، وكلمة "ما" زائدة، و"خفت": جملة


(١) ابن الناظم (٢٧٠)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٢٣١).
(٢) البيت من بحر الوافر، وهو في مدح رسول الله وقد نسب لعمه أبي طالب في بعض مراجعه وليس في ديوانه، كما نسب لحسان بن ثابت وليس في ديوانه، كما نسب للأعشى، وقد ورد في عدة مراجع منها الكتاب (٣/ ٨)، والمقتضب (٢/ ١٣٢)، والمقرب (١/ ٢٧٢)، وأسرار العربية (٣١٩)، وسر الصناعة (٣٩١)، وابن يعيش (٧/ ٣٥)، وشرح شواهد المغني (٥٩٧)، وشذور الذهب (٢٧٥)، والخزانة (٩/ ١١)، والدرر (٥/ ٦١).
(٣) البيت لأبي طالب في شرح شواهد سيبويه.
(٤) المقتضب (٢/ ١٣٢).
(٥) الكتاب (٣/ ٨).
(٦) في (أ): التاء المثناة من فوق.
(٧) الصحاح: مادة (ذحل).

<<  <  ج: ص:  >  >>