للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يكون فيه شاهد لمن يجوّز تقديم التمييز على العامل فيه (١).

وقد قال بعض شراح أبيات المفصل: المشهور أن المروي كاد وسلمى وليلى وتطيب بالتذكير والتأنيث معًا، ونفسًا ونفسي (٢)، ونقل أبو الحسن أن الرواية في ديوان الأعشى (٣):

أَتُؤْذِنُ سَلْمَى بِالفُرَاقِ حَبِيبَهَا … ولَمْ تَكُ نَفْسِي بِالفُرَاقِ تَطِيبُ

وقال العلامة شمس الدين النكسري: وجه التمسك بهذا البيت إنما يتمشى على رواية: التأنيث في تطيب؛ لأنه حينئذ في كان ضمير الشأن لتذكيره، ففي تطيب ضمير سلمى، أي: وما كان الشأن تطيب سلمى نفسًا بالفراق؛ أي: بإرادة الفراق: فقدم نفسًا.

وأما على رواية التذكير في تطيب فلا يتعين الاستدلال؛ إذ جاز أن يكون الضمير في كان للحبيب، و"نفسي كطيب" على التمييز من كان، وهو العامل فيه، وتطيب خبر كان، أي: ما كان نفسًا تطيب بالفراق، بمعنى: ما كان نفسه تطيب بالفراق.

وأما على رواية نفسي تطيب خبر كاد أو كان واسمها نفسي، فيحتمل أن يكون اسمها ضمير الشأن والقصة، ونفسي مبتدأ، وتطيب خبره، والجملة مفسرة لذلك الضمير.

وعلى رواية: "نفسًا" يجوز أن يرجع ضمير كان إلى الحبيب، أو إلى ليلى بتأويل المعشوق والمحبوب، و"نفسًا" خبر كان، وتطيب على التذكير أو على التأنيث صفة نفسًا بتأويله بالشخص في التذكير، أي: ما كان نفسًا طيبة بالفراق، هذا على رواية كان، أما على رواية كاد فنفسًا خبر كاد على الأصل المرفوض بحذف المضاف، أي: ما كاد الحبيب ذا نفس طيبة، ويروى: تطيب بضم التاء؛ من أطاب إطابة؛ فعلى هذا نفسًا مفعول لتطيب، وفاعله ضمير ليلى وفي كاد ضمير الشأن فافهم (٤).

الشاهد الرابع والأربعون بعد الخمسمائة (٥)، (٦)

ونارُنا لم يُرَ نارًا مِثْلُهَا … قَدْ عَلِمَتْ ذَاكَ مَعَدٌّ كُلهَا

أقول: هذا رجز لم يعلم قائله.


(١) لم أجده في معاني القرآن وإعرابه، ولا في الإعراب المنسوب إليه.
(٢) انظر شرح المفصل في صنعة الإعراب الموسوم بالتخمير (١/ ٤٥١)، ط. دار الغرب الإسلامي.
(٣) يقصد أعشى همدان، وهو عبد الرحمن بن عبد اللَّه، وأما الأعشى الكبير فهو ميمون بن قيس، ويسمى أعشى بني قيس.
(٤) ينظر ما قيل في الشاهد (٥٤٢).
(٥) ابن الناظم (١٣٩).
(٦) البيت من بحر الرجز، وهو في شرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٠١)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٩١)، وشرح الكافية الشافية (٧٧٩)، والمساعد (٢/ ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>