للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزلت منزلة نون مسكين (١).

الشاهد التاسع والعشرون (٢)، (٣)

رُبَّ حَيٍّ عَرَنْدَسٍ ذي طَلالٍ … لا يَزَالُون ضَارِبينَ القِبَابَ

أقول: لم أقف على اسم قائله.

وهو من الخفيف.

قوله: "عرندس" بفتح العين والراء المهملتين وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخره سين مهملة، ومعناه: الشديد، قوله: "ذي طلال" بفتح الطاء المهملة؛ وهي الحالة الحسنة والهيئة الجميلة، قوله: "ضاربين القباب" ويروى: ضاربين الرقاب وهو الأشهر.

الإعراب:

قوله: "رب" حرف جر، و "حي" مجرور بها، و "عرندس"، و "ذي طلال": صفتان لحي، قوله: "لا يزالون" الضمير المستتر (٤) فيه اسم لا يزال، و "ضاربين القباب" كلام إضافي خبره.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ضاربين القباب" حيث أجراه الشاعرُ مجرى غسلين في الإعراب، فصار إعرابه على النون؛ فلذلك أثبتت في الإضافة، وقد يُخَرَّجُ على أن يكون على حذف "ضاربي"؛ أي:


(١) إعراب سنين وبابه إعراب جمع المذكر السالم يكون بالواو رفعًا وبالياء نصبًا وجرًّا لغة الحجاز وعلياء قيس، وأمَّا بعض بني تميم وبني عامر فبالأعراب بالحركات الظاهرة على النون ولزوم الياء، وهؤلاء قد ينونون وهو الأكثر، وقد لا ينونون وهو الأقل، واختلف في اطراد التنوين، والصحيح أنَّه لا يطرد وأنه مقصور على السماع، وقد ورد في حديث للنبي Object مرَّة منونًا وهو: "اللَّهم اجعلها عليهم سنينًا كسنين يوسف" وأخرى دون تنوين وهو: "اللَّهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف".
وتخريج الحديث: إما أن يكون النَّبيُّ Object تكلم باللغتين جميعًا مرَّة بهذه ومرة بتلك، وهو الظاهر هنا، وإما أن يكون قد تكلم بإحدى اللغتين ورواه الرواة بهما جميعًا، كل منهم رواه بلغة قبيلته على ما هو الوارد من جواز رواه؛ الحديث بالمعنى. ومن العرب من يلزمه الواو ويجعل الإعراب بحركات ظاهرة على النون كإعراب زيتون ونحوه، ومنهم من يجري ملحقات جمع المذكر مجرى جمع المذكر مطلقًا. ينظر شرح ابن عقيل على الألفية ومنحة الجليل (١/ ٦٤، ٦٥).
(٢) أوضح المسالك (١/ ٤٣).
(٣) البيت من بحر الخفيف، مجهول قائله، وانظره في خزانة الأدب (٨/ ٦١)، والدرر (١/ ١٣٦)، والتصريح (١/ ٧٧)، والهمع (١/ ٤٧).
(٤) يقصد به الضمير المتصل وهو: واو الجماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>