للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاء، والذفرى من القفا هو الموضع الذي يعرق من البعير خلف الأذن، يقال: هذه ذفرى أسيلة لا ينون؛ لأنَّ ألفها للتأنيث وهي مأخوذة من ذفر العرق؛ لأنها أول ما يعرق من البعير، والجمع ذفريات، وذفارَى بفتح الراء، وهذه الألف في تقدير الانقلاب عن الياء؛ ومن ثَمّ قال بعضهم: ذفارٍ، مثل: صحارٍ.

قوله: "وعفرنياتها" بفتح العين المهملة والفاء وسكون الراء وفتح النون بعدها الياء آخر الحروف، وهو جمع عفرناة، يقال: ناقة عفرناة؛ أي: قوية، قوله: "كوم الذرا" الكوم: جمع كوماء، وهي الناقة العظيمة السنام، والذرا -بضم الذال المعجمة؛ جمع ذروة وهي أعلى السنام.

قوله: "وادقة": من ودقت إذا دنت لأنها [إذا] (١) سمنت دنت سرتها من الأرض من سمنها، "السرات" بضم السِّين المهملة؛ جمع سرة.

٣ - قوله: "مصمماتها": جمع مصممة؛ من صمم في السير وغيره إذا مضى.

الإعراب:

قوله: "أنعتها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، قوله: "إنِّي" الياء اسم إن، وقوله: لا من نعاتها": خبره، قوله: "كوم الذرا": كلام إضافي نصب على المدح، قوله: "وادقة": صفة مشبهة نصب على الوصف، و "سراتها": نصب على التشبيه بالمفعول وعلامة النصب فيه الكسر؛ كما في مسلمات، وإما نُصب على التمييز على رأي الكوفيين (٢).

والاستشهاد فيه:

لأنَّ فيه شاهدًا على جواز قولك: زيد حسن وجهَه، بالنصب، وهو القسم الذي ينصب الصفة المشبهة المضاف إلى ضمير الموصوف فافهم، والله ﷾ أعلم (٣).

الشاهد الثاني والأربعون بعد السبعمائة (٤)، (٥)

أَمِن دِمْنَتَيِنْ عَرَّجَ الرّكبُ فيهمَا … بِحَقْلِ الرُّخَامَى قَدْ عَفَا طَلَلَاهُمَا

أَقَامَتْ عَلَى رَبْعَيهِمَا جَارَتَا صَفا … كُمَيتا الأَعَالِي جَوْنَتَا مُصْطَلَاهُمَا

أقول: قائله هو الشماخ، واسمه معقل بن ضرار بن حرملة بن صيفي بن إياس بن عبد غنم


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) ينظر القولان في ابن يعيش (٦/ ٨٧، ٧٩)، والشاهد رقم (٧٣٩) من هذا البحث وما قيل في تحقيقه.
(٣) ينظر ابن يعيش (٦/ ٨٩).
(٤) ابن الناظم (١٧٥).
(٥) البيت من بحر الطَّويل، وهو من قصيدة للشماخ يمدح بها يزيد بن مربع الأنصاري، وقد ختمها بقوله: =

<<  <  ج: ص:  >  >>