للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "معد" بفتح الميم وهو أبو العرب وهو معد بن عدنان، وكان سيبويه يقول: الميم من نفس الكلمة لقولهم: تمعدد لقلة تمفعل في الكلام (١)، وقد خولف فيه.

الإعراب:

قوله: "ونارنا": كلام إضافي مبتدأ، وخبره قوله: "لم ير نارًا مثلها"، ولم ير على صيغة المجهول، و"مثلها": بالرفع مفعول ناب عن الفاعل، واكتفى على مفعول واحد؛ لأن الرؤية من رؤية البصر، قوله: "نارًا" تمييز، وقد تقدم على عامله، وهو "مثلها"، وهو اسم جامد، وهو خاص بالضرورة، وقد يقال: إن هذا لا دليل فيه على جواز تقديم التمييز على عامله إن كان اسمًا جامدًا، وذلك لجواز أن تكون الرؤية من رؤية القلب، فحينئذ يكون "مثلها" مفعولًا أولًا ناب عن الفاعل، ونارًا مفعولًا ثانيًا.

قوله: "قد علمت" قد للتحقيق، وعلمت فعل، و"معد": فاعله، و: "ذاك": مفعوله، و"كلها" بالرفع تأكيد تابع لمعد، والتأنيث باعتبار القبيلة أو الجماعة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "نارًا" فإنه تمييز تقدم على عامله الاسم الجامد، وقد قرَّرناه (٢).

الشاهد الخامس والأربعون بعد الخمسمائة (٣)، (٤)

ضَيَّعْتُ حَزْمِيَ في إِبعَادِيَ الأَمَلَا … وما ارْعَوَيْتُ وشَيبًا رَأْسِي اشْتَعَلَا

أقول: هذا من البسيط.

قوله: "حزمي" الحزم: أخذ الأمور بالإتقان، قال الجوهري: الحزم: ضبط الرجل أمره وأخذه بالثقة (٥)، قوله: "وما ارعويت" أي: وما رجعت، يقال: ارعوى الرجل عن فعل القبيح إذا رجع عنه رجوعًا حسنًا، وثلاثيه: رعى يرعو؛ أي: كف عن الأمور، يقال: فلان حسن الرِّعْوة والرَّعوة [والرعوى] (٦)، والارعواء.


(١) الكتاب (٤/ ٦٦)، ومعنى تمعدد؛ أي: غلظ وسمن.
(٢) ينظر شرح الأشموني وحاشية الصبان (٢/ ٢٠١)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٩٠، ٣٩١).
(٣) شرح ابن عقيل (٢/ ٢٩٤).
(٤) البيت من بحر البسيط، والعيني لم ينسبه إلى قائله، ولم يشر إلى أنَّه مجهول القائل، والبيت من الحِكَم، وهو في شرح شواهد المغني (٨٦١)، ومغني اللبيب (٤٦٢)، وشرح عمدة الحافظ (٤٧٨)، وشرح الأشموني (٢/ ٢٠١).
(٥) الصحاح مادة: "حرم".
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>