للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنى: إن سيوفهم مذكرات توقد النار عند الضرب بها من جميع الجهات.

الإعراب:

قوله: "يرى": فعل، و"الراؤون": فاعله, قوله: "بالشفرات" أي: في الشفرات، ويروى: -أيضًا- هكذا, قوله: "منها" أي: من سيوفهم، وهي في محل الجر لأنها صفة للشفرات، أي: في الشفرات الكائنة من سيوفهم, قوله: "وقود أبي حباحب": كلام إضافي مفعول ليرى, قوله: "والظبينا": عطف على قوله: "بالشفرات".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أبي حباحب" حيث منع صرفه للضرورة (١)، ويقال: جعله الشاعر اسمًا مؤنثًا فلذلك لم يصرفه، وفيه نظر؛ لأنه لو كان تركه الصرف للتأنيث والتعريف لم تدخل عليه الألف واللام؛ كما لا تدخلان على ما وضع علمًا للمؤنث؛ كزينب وجيئل ونحوهما فافهم.

الشاهد الرابع والأربعون بعد الألف (٢) , (٣)

طَلَبَ الأزارِقَ بالكتائب إذْ هَوَتْ … بِشَبِيبَ غائلةُ النُّفُوسِ غَدُورُ

أقول: قائله هو الأخطل، وهو من قصيدة من الوافر، يذكر فيها الأخطل ما جرى بين سفيان بن الأبرد نائب الحجاج بن يوسف زوج ابنته، وبين شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس بن عمرو بن الصلت بن قيس بن شراحيل بن مرة بن ذهل بن شيبان رأس الخوارج الأزارقة الذي كان ادعى الخلافة وتسمى بأمير المؤمنين، وكانت زوجته غزالة -أيضًا- خارجية، وكانت شديدة البأس، وكان الحجاج مع هيبته يخاف منها.


(١) اختلف النحاة في ترك صرف ما ينصرف في ضرورة الشعر؛ فقد أجازه الكوفيون وبعض البصريين، ومنعه أكثر البصريين، وابن مالك من المجيزين، وبين الفريقين خلاف مطول، يراجع الإنصاف (٢/ ٤٩٣)، وابن يعيش (١/ ٣٧، ٣٨)، وغيرهما، والبيت الذي معنا قال فيه ابن عصفور في الضرائر (١٠٥) "ألا ترى أن أبا حباحب في موضع خفض وهي مع ذلك مفتوحة غير منونة، ووجه منعها الصرف اعتدادهم فيها بعلة واحدة من العلل المانعة للصرف وهي العلمية تشبيهًا لها بالعلة التي تمنع الصرف وحدها".
(٢) ابن الناظم (٢٥٩)، وأوضح المسالك (٤/ ١٣٨).
(٣) البيت من بحر الكامل، وهو من قصيدة طويلة للأخطل يمدح فيها عبد الملك بن مروان الخليفة، وفيها أيضًا يمدح الحجاج بن يوسف واليه على العراق، مبينًا إخلاصه للخليفة، ومنها هذا البيت المشهور، وهو قوله:
فعليك بالحجاج لا تعدل به … أجلًا إذا نزلت عليك الأمور
وانظر القصيدة في ديوان الأخطل (١٩٣)، تحقيق: إيليا سليم الحاوي، دار الثقافة بيروت، وانظر بيت الشاهد في =

<<  <  ج: ص:  >  >>