للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهما من الوافر.

قوله: "كما خط الكتاب" ويروى: كتحبير الكتاب، قوله: "يقارب" أي: اليهودي الخطَ؛ يعني: يقارب بعض خطه من بعض أو يزيل، أي: أو يقرب فيما بينه ويباعد، يقال: زلت الشيء أزيله زيلًا إذا ميزت بعضه من بعض، وفرقته، وزيلته فتزيل، وصف رسوم الدار تشبيهًا بالكتاب في الاستدلال بها، وخصَّ اليهود لأنهم أهل كتاب، وجعل كتابته بعضها تتقارب من بعض، وبعضها يفترق كما ذكرنا.

٢ - قوله: "يعجم" أي: يقرب أو يشك، يقال: رأيت فلانًا فجعلت عيني تعجمه، أي: كأنها تعرفه ولا تمضي على معرفته؛ كذا قاله ابن سيده ثم أنشد البيت المذكور (١).

الإعراب:

قوله: "كما" الكاف للتشبيه وما مصدرية، و "خط" على صيغة المجهول مسند إلى قوله: "الكتاب"، والتقدير: كخط الكتاب، وهو في محل الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: رسم هذه الدار كخط الكتاب، قوله: "بكف": جار ومجرور يتعلق بقوله: "خط"، وهو مضاف إلى قوله: "يهودي"، وقد فصل بينهما بالظرف وهو قوله: "يومًا".

قوله: "يقارب": جملة من الفعل والفاعل في محل الجر صفة ليهودي، قوله: "أو يزيل": عطف عليه، وهي -أيضًا- في محل الجر على أنها صفة ليهودي.

والاستشهاد فيه:

في قوله: "يومًا" فإنه نصب على الظرف بقوله: "خُط"، وقد فصل به بين المضاف وهو "بكف"، والمضاف إليه وهو "يهودي"، والحال أنه أجنبي؛ فلا يجوز ذلك إلا في الضرورة (٢).

الشاهد السابع والثمانون بعد الستمائة (٣)، (٤)

هما أَخَوَا في الحربِ مَنْ لَا أَخا لهُ … إذا خَافَ يَوْمًا نَبْوَةً فَدَعَاهُمَا

أقول: قائلته هي عمرة الخثعمية، ترثي ابنيها؛ كذا قال في الحماسة، وقال الزمخشري: قالته درنى بنت عبعبة.


(١) انظر لسان العرب، وتاج العروس مادة: "عجم"، ولم نعثر عليه في مؤلفات ابن سيده التي بين أيدينا.
(٢) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٧٧، ٢٧٨).
(٣) ابن الناظم (١٥٨)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٢٩١).
(٤) البيت من بحر الطويل، من قصيدة في الرثاء لعمرة الخثعمية ترثي ابنيها، وانظر بيت الشاهد في الكتاب لسيبويه =

<<  <  ج: ص:  >  >>