للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث: "من خرج إلى الصلاة لا ينهزه إلا إياها" (١) وفي المحكي من كلام العرب: إذا هو إياها وإذا هي إياه (٢).

قوله: "علمك": كلام إضافي مرفوع بقوله: لم ينفعك، قوله: "فانتسب" جواب الشرط فلذلك دخلت فيه الفاء، والأصل فيه أن يكون فعلًا؛ كما أن الشرط الذي هو علة له فعل، وقد يكون الجواب جملة فعلية طلبية؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ﴾ [الأنفال: ٤٠] ومنه قوله: "فانتسب" (٣)، قوله: "لعلك" لعل ها هنا للتعليل كما في قوله تعالى: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: ٤٤] والكاف اسمه، وقوله: "تهديك القرون" خبره، والقرون فاعل يهديك، و "الأوئل" صفتها.

الاستشهاد فيه:

انفصال الضمير في قوله: "فإن أنت" فإنه لما أضمر العامل، وهو فعل الشرط؛ وذلك لأن التقدير: فإن ضللت كما ذكرنا تعين انفصال الضمير.

الشاهد السابع والخمسون (٤)، (٥)

............................... … تَكُونُ وَإيَّاهَا بِهَا مَثَلًا بَعْدِي

أقول: قائله هو أبو ذؤيب خويلد بن خالد بن محرث الهُذَليّ، وهو من قصيدة يخاطب بها خالدَ ابنَ أخته، وكان أبو ذؤيب يرسله قَوَادًا إلى معشوقة له تدعى أم عمرو، فأفسدها عليه واستمالها إلى نفسه، فقال فيه:


(١) صحيح البخاري (فتح الباري) (٤/ ٣٣٨)، برقم (٢١١٩)، وروايته عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ : "صلاة أحدكم في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بِضْعًا وعشرين درجة؛ وذلك بأنه إذا توضًا فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لا ينهزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفع بها درجة أو حطت عنه بها خطيئة، والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه، ما لم يؤذ فيه وقال: أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه".
(٢) ينظر المغني (٨٨)، وهذا القرل من المسألة الزنبورية، وهي عبارة عن مناظرة بين سيبويه والكسائي، وقد انتصر فيها الكسائي على سيبويه، مجاملة للحاكم، وقد نص عليها في غالب كنب النحاة، ومنها المغني لابن هشام.
(٣) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٤/ ٧٥)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٢٥١).
(٤) توضيح المقاصد (١/ ١٤١).
(٥) البيت من بحر الطويل، لأبي ذؤيب الهذلي، انظره مع الأبيات الذي ذكرها الشارح في ديوان الهذليين (١/ ١٥٩)، وكذا في شرح الديوان لأبي سعيد السكري (١/ ٢١٩)، وانظر بيت الشاهد في: شرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٥٠)، والدرر (١/ ٤٠)، والمقتصد (٦٥٩)، وشرح التصريح (١/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>