للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - تُرِيدينَ كَيْ مَا تَجْمَعِينِي وَخَالِدًا … وهَلْ يجْمَعُ السيفَان ويْحَكِ فيِ غِمْدِ

٢ - أخالدٌ مَا رَاعَيْتَ مِنْ ذِي قَرَابَةٍ … فَتَحْفَظَنِي بالغَيْبِ أو بَعْض مَا تُبْدِي

٣ - دَعَاكَ إِلَيهَا مُقْلَتَاهَا وَجِيدُهَا … فَمِلْتَ كمَا مَال المُحِبّ عَلَى عَمدِ

٤ - فَكُنْتَ كَرَقْرَاقِ السَّرَابِ إِذَا جَرَى … لِقَوْمٍ وَقَدْ بَاتَ المطيُّ بهم تَخْذِي

٥ - فآليتُ لا أَنْفَكُّ أَحْذُو قصيدةً … تَكونُ وإيَّاهَا بِهَا مَثَلًا بَعْدِي

وهي من الطويل.

١ - قوله: "تريدين" خطاب لأخ عمرو، قوله: "في غمد" بكسر الغين المعجمة وسكون [الميم] (١) وهو غلاف السيف.

٢ - قوله: "أخالد" أي: يا خالد، قوله: "أو بعض ما تبدي" أراد: وفي بعض ما تظهر لي من الإخاء والمودة، وأراد: "بالغيب" السر، ومن قوله: "ما تبدي به" العلانية.

٣ - قوله: "وجيدها" أي عنقها.

٤ - قوله: "كرقراق السراب" يعني: ظننت أن لك أمانة، فكنت كالسراب الذي يكذب من رآه، يظن أنه ماء وليس بماء، فكذلك أنت، و "الرقراق": الجاري، قوله: "تخدي" بالخاء المعجمة، يقال: خدت الناقة تخدي إذا أسرعت، مثل: وخدت وخوَّدت كله بمعنى.

٥ - قوله: "فآليت" أي: حلفت، من الإيلاء وهو اليمين، قوله: "لا أنفك" أي: لا أزال، قوله: "أحذو" بالحاء المهملة والذال المعجمة، من حذوت النعل بالنعل حذوًا إذا سويت إحديهما على قدر الأخرى، و "الحذو": التقدير والقطع، ويروى: أحدو بالدال المهملة؛ من قولهم: حدوت البعير إذا سقته وأنت تُغَنِّي في إثره لينشط في السير، وقال ابن يسعون: [عندي] (٢) في أحدو ثلاثة أوجه:

الأول: أنه يريد أحدو قصيدة إليك، أي أسوقها حاديًا كما يسوق الحادي الإبل عند سوقها لأنه يتغنى، وإنما أراد بذلك الشهرة.

الثاني: أن يريد أحدو غَدْرَتُكَ بي قصيدة، أَبْلُغُ بتخليدها فيك أملي. فحذف المفعول للحال الدالة عليه، ونصب قصيدة نصب الصدر، أي: حدو قصيدة، فإنما حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.

الثالث: أن يريد التحدي بها وأتبعها ناظمًا لها، حتى كأنه قال: أو إلى قصيدة.


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>