للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الحادي والخمسون بعد الخمسمائة (١)، (٢)

............................. … لَعَلَّ أَبِي المغْوَارِ مِنْكَ قَرِيبُ

أقول: قائله هو كعب بن سعد الغنوي، وصدره:

فَقُلْتُ ادْعُ أخرى وارْفَعِ الصوتَ دَعْوَةً … ................................

وهو من قصيدة طويلة من الطويل، وأولها هو قوله (٣):

تَقُول سُلَيْمَى مَا لجِسْمِكَ شَاحِبًا … كَأَنَّكَ يَحْمِيكَ الطَّعَامَ طَبِيبُ

فَقُلْتُ وَلَمْ أُدْعَ الجَوَابَ لِقَوْلَهَا … ولَلدَّهْرُ في صُمِّ الصِّلابِ نَصِيبُ

إلى أن قال:

وداعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النَّدَا … فلمْ يسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ

فَقلْتُ ادع أخرى ............. … ........................ إلخ

المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "فقلت" الفاء للعطف، وقلت: جملة من الفعل والفاعل، وادع: مقول القول، وهي -أيضًا- جملة من الفعل والفاعل، قوله: "أخرى": صفة موصوفها محذوف، أي: دعوة أخرى وانتصابها على المصدر (٤).

قوله: "وارفع الصوت": عطف على قوله: "ادع" وهي جملة من الفعل والفاعل والمفعول وهو الصوت، قوله: "دعوة": نصب على التعليل، أي: لأجل الدعوة، قوله: "لعل" حرف جر هاهنا، فلذلك جر أبي المغوار، وروي: أبا المغوار على أصله، فعلى هذا أبا المغوار اسم لعل،


(١) شرح ابن عقيل (٣/ ٤) "صبيح".
(٢) البيت من بحر الطويل، وهو لكعب الغنوي (شاعر إسلامي من التابعين) من قصيدة في رثاء أخيه عدها النقاد أجود الرثاء، وهي بتمامها في كتب الأدب، ولم يذكر العيني إلا أبياتًا قليلة منها، حتَّى إنه حذف مقول القول في البيت الَّذي أوله فقلت، ومقول القول:
.... تتابع أحداث تخر من إخواني … شيبن رأسي والخطوب تشيب
وانظر بيت الشاهد في مغني اللبيب (٢٨٦، ٤٤١)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٣٣)، واللسان: "لمم و: جوب، علل"، والخزانة (١٠/ ٤٢٦)، والدرر (٤/ ١٧٤)، وشرح شواهد المغني (٦٩١) ورصف المباني (٣٧٥)، وشرح التصريح (١/ ٢١٣)، وحاشية الصبان (٢/ ٢٠٥).
(٣) ينظر شرح شواهد المغني (٦٩١).
(٤) في (أ): على المصدرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>