للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وعتك البول" بفتح العين المهملة والتاء المثناة من فوق وفي آخره كاف، قال النحاس في شرح أبيات الكتاب: العتك والعبك بالباء الموحدة -أيضًا- أثر البول.

قوله: "على أنسائها" جمع نسا بفتح النون والسين المهملة، على وزن [عصا] (١) وهو عرق مستبطن الفخذ، وقال ابن النحاس: النسا عرق، وجمعه أنساء، والاثنان نسيان (٢).

الإعراب:

قوله: "وذكرت": جملة من الفعل والفاعل، و"تقتد": مفعوله، وهو لا ينصرف للعلمية والتأنيث ووزن الفعل -أيضًا-، قوله: "برد مائها": كلام إضافي نصب على أنه بدل من تقتد بدل اشتمال، قوله: "وعتك البول": كلام إضافي مبتدأ، و"على أنسائها": خبره، والجملة حال، وقيل: "وعتك البول" بالنصب -أيضًا- عطف على تقتد على معنى: وذكرت عتك البول، وهو بعيد.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "برد مائها" فإنه بدل اشتمال من قوله: "تقتد" كما ذكرنا، ونظيره قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾ [البقرة: ٢١٧] (٣).

الشاهد الثالث بعد التسعمائة (٤) , (٥)

هَلْ تُدْنيَنَّكَ من أَجَارع وَاسطٍ … أَوبَاتُ يَعْمَلُةِ اليَدَيْنِ حِضَارِ

مِنْ خَالدٍ أَهلِ السَّمَاحَةِ والنَّدَى … ملك العِرَاقِ إِلَى رِمَالِ وَبَارِ

أقول: قائلهما (٦) هو الطرماح، وهما من قصيدة من الكامل يمدح بها خالد بن عبد الله


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) مجمل اللغة مادة: نسي.
(٣) من أنواع البدل: بدل الاشتمال وهو بدل الشيء من الشيء يشتمل عامله على معناه بطريق الإجمال؛ كأعجبني زيد علمه، ويشترط فيه أن يكون به ضمير يعود على المبدل منه ويوافقه، وهو إما موجود كما في البيت، وإما مقدر كما في قوله تعالى: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ﴾ [البروج: ٤، ٥]. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٣٥)، وشرح الأشموني (٣/ ١٢٤).
(٤) ابن الناظم (٢١٦).
(٥) البيتان من بحر الكامل، وهما مطلع قصيدة طويلة للطرماح بن حكيم (معاصر للفرزدق) يمدح بهما خالد بن عبد الله القسري عامل هشام بن عبد الملك على العراق، وقد ناداه باسمه مرخمًا في بعض أبياتها، من ذلك قوله في آخرها:
يا خالد أنت سداد ما لو لم تكن … شقت بوائقها على الأمصار
وانظر ديوان الطرماح (٢٢٣)، تحقيق: د. عزة حسين (١٩٩٦ م).
(٦) في (أ، ب): قائله.

<<  <  ج: ص:  >  >>