للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثامن بعد الألف (١)، (٢)

رُوَيْد بَنِي شَيْبَانَ بَعْضَ وَعِيدِكُمْ … ......................

أقول: قائله هو وداك بن ثميل المازني، وتمامه (٣):

........................... … تُلاقُوا غدًا خَيْلِي عَلَى سَفَوانِ

وهو من قصيدة نونية من الطويل، وبعده:

تُلاقُوا جِيَادًا لا تَحِيدُ عَنِ الوَغَى … إذَا مَا غَدَتْ في المأْزِقِ المُتَدَانِي

قوله: "سفوان" بفتح السين المهملة والفاء؛ اسم موضع، قوله: "لا تحيد": من الحيد وهو الميل، و "الجياد" على وزن فِعَال بكسر الفاء؛ جمع جائد، و "الوغى": الحرب، و "المأزق" بفتح الميم وسكون الهمزة وكسر الزاي المعجمة وفي آخره قاف، وهو المضيق.

الإعراب:

قوله: "رويد" معناه: أمهل، ومعناه هاهنا دع، أو اترك، جملة من الفعل والفاعل، [وقوله: "بني شيبان": كلام إضافي منادى منصوب حذف منه حرف النداء، وأصله: يا بني شيبان، وقوله: "بعض وعيدكم": كلام إضافي مفعول لقوله: رويد.

قوله: "تلاقوا": جملة من الفعل والفاعل، جواب الأمر، ولهذا جزم] (٤)، وقوله: "خيلي": كلام إضافي مفعول تلاقوا، و "غدًا": نصب على الظرف، و "على سفوان": يتعلق بتلاقوا.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "رويد بني شيبان" حيث جاء رويد من غير زيادة كلمة (ما) بعده؛ لأنه قد جاء (ما) في بعض هذه المواضع بعد: رويد زائدة؛ كما في قوله: لو أردت الدراهم لأعطيتك رويد ما الشعر، أي: فدع الشعر، وكلمة ما زائدة (٥).


(١) توضيح المقاصد (٤/ ٨٤).
(٢) البيت من بحر الطويل، من مقطوعة في الشجاعة والقتال لوداك بن ثميل، شاعر جاهلي، وآخرها قوله:
إذا استجدوا لم يسألوا من دعاهم … لأنه حرب أم يأتي مكان
وانظر بيت الشاهد في ابن يعيش (٤/ ٤١)، واللسان: "رود"، والمحتسب (١/ ١٥٠)، والمغني (٤٥٦)، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (١/ ١٢٧)، ومعجم ما استعجم (٧٤٠)، وشرح شواهد المغني للسيوطي (٨٥٣).
(٣) ينظر شرح شواهد المغني (٨٥٣)، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (١/ ١٢٧).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) انظر المفصل (١٥٢) وفي ذلك يقول الزمخشري: "في رويد أربعة أوجه هو في أحدها مبني وهو إذا كان اسمًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>