للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذهب سيبويه إلى أن كاف لولاك وأخواته في موضع جر بلولا (١)، وذهب الأخفش إلى أنها في موضع رفع (٢)، وسيجيء مزيد الكلام فيه في البيت الآتي.

قوله: "لم يعرض": فعل منفي، وفاعله قوله: "حسن"، واللام في: "لأحسابنا" تتعلق بقوله: "لم يعرض".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لولاك" فإن فيه حجة على المبرد؛ حيث أنكر مجيء هذا على الفصيح كما ذكرناه.

الشاهد التاسع والخمسون بعد الخمسمائة (٣)، (٤)

وَكَم مَوْطنٍ لَوْلَايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى … بأَجْرَامِهِ مِنْ قنَّةِ النيقِ مُنْهَوي

أقول: قائله هو يزيد بن الحكم بن العاص، وهو من قصيدة واوية من الطويل، وأولها هو قوله:

١ - تُكَاشِرُني كَرهًا كَأنَّكَ نَاصِحٌ … وَعَينُكَ تُبدِي أَنَّ صَدْرَكَ لي دَوي

وقد ذكرناها في شواهد المفعول معه عند قوله (٥):

جَمَعَت وفُحْشًا غِيبةً وَنميمةً … ثَلاثُ خصَالٍ لستَ عَنَها بمرعَوي

قوله: "طحت" بكسر الطاء وضمها، أي: هلكت وسقطت، من طاح يطوح ويطيح، قوله: "كما هوي" أي: كما سقط من هوى يهوي هويًا من باب ضرب يضرب.

قوله: "بأجرامه" الأجرام: جمع جرم، وجرم الشيء جثته، قوله: "من قنة النيق" القنة بضم القاف وتشديد النون مثل القلة، وهي أعلى الجبل، ويجمع على قنان، مثل: برمة وبرام، وقنن وقنات، و"النيق" بكسر النون وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره قاف، وهو أرفع موضع في الجبل، ويجمع على نياق، قوله: "منهوي" بضم الميم، الهاوي والمنهوي، كلاهما بمعنى الساقط.


(١) الكتاب لسيبويه (٢/ ٣٧٣، ٣٧٤).
(٢) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٨٥، ١٨٦)، والكامل للمبرد (٢/ ٢٤٩، ٢٥٠)، والمقتضب (٣/ ٧٣).
(٣) شرح ابن عقيل (٣/ ٩) "صبيح".
(٤) البيت من بحر الطويل، ليزيد بن الحكم في الكتاب لسيبويه (٢/ ٣٧٤)، والمنصف (١/ ٧٢)، وابن يعيش (٣/ ١١٨)، (٩/ ٢٣)، واللسان: "جرم"، والجنى الداني (٦٠٣)، والممتع (١/ ١٩١)، والخزانة (٥/ ٣٦، ٣٣٧)، (١٠/ ٣٣٣)، والدرر (٤/ ١٧٥).
(٥) ينظر الشاهد رقم (٤٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>