للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عوض من الواو، تقول منه: ودع الرجل بالضم فهو وديع، أي: ساكن، ووادع أيضًا (١).

قوله: "ولا شبع" بكسر الشين المعجمة وفتح الباء الموحدة، وهو مصدر من شبع يشبع، وهو من مصادر الطبائع، قوله: "أباز" بفتح الهمزة وتشديد الباء الموحدة، وفي آخره زاي، وهو الذي يقفز، قوله: "من العفر" بضم العين المهملة، وسكون الفاء، وهي من الظاء التي يعلو لونها حمرة.

قوله: "تقبض" يعني: جمع قوائمه ليشب على الظبي، قوله: "لما رأى" أي: الذئب، يعني: لما رأى أنه لا يشبع من الظبي ولا يدركه وأنه قد تعب في طلبه مال إلى أرطاة، قوله: "مال": من الميل.

قوله: "إلى أرطاة حقف" الأرطاة: شجرة من شجر الرمل، ويجمع على أرطى، و "الحقف" بكسر الحاء المهملة وسكون القاف بعدها فاء، وهو من الرمل المعوج، والجمع: حقاف وأحقاف.

الإعراب:

قوله: "لما" ظرف بمعنى حين، و "رأى": فعل، وفاعله الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى الذئب؛ لأنه في وصف الذئب، قوله: "ألا دعه" في محل النصب على المفعولية، وأصله: أن لا دعة كما ذكرنا، ولا لنفي الجنس، ودعه اسمه، وخبره محذوف.

قوله: "ولا شبع" عطف عليه، أصله: ولا شبع بفتح العين، وإنما سكنت لأجل السجع، قوله: "مال" جواب لما، والضمير فيه -سجع إلى الذئب -أيضًا-، قوله: "إلى أرطاة" يتعلق به، قوله: "فالطجع" عطف على قوله: مال.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فالطجع" فإن أصله: اضطجع، فأبدلت الضاد فيه لامًا وهو شاذ، وقد روي: فاضطجع، وروي فاطجع، ويروى: فاضجع، هكذا ذكر أبو الفتح في سر الصناعة (٢).

الشاهد السادس والستون بعد المائتين والألف (٣)، (٤)

خالي عُوَيْفٌ وَأبو علِجّ … ................................

أقول: قائله أعرابي من أهل البادية، ................................


(١) انظر الصحاح للجوهري: "ودع".
(٢) ينظر سر الصناعة (٣٢١).
(٣) أوضح المسالك (٤/ ٣٩٥).
(٤) البيت من بحر الرجز المشطور، وهو وما بعده في المدح بالكرم وإطعام اللحم والتمر، وانظر الشاهد في: الكتاب=

<<  <  ج: ص:  >  >>