للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دون المائة، وقال ابن فارس: المقنب: نحو الأربعين من الخيل، والقنب: الجماعة من الناس (١).

الإعراب:

قوله: "فما سودتني" جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وقوله: "عامر" فاعله، وأراد بـ"عامر" بني عامر القبيلة؛ فلذلك أنث الفعل المسند إليها؛ لأنه كان سيد بني عامر، قوله: "من وراثة" متعلق (٢) بقوله: "سودتني" ومحلها النصب على أنها صفة لمصدر محذوف، والتقدير: ما سودتني عامر سيادة حاصلة عن وراثة، وأراد بهذا الكلام: أن سيادته من نفسه لأجل كرمه وشجاعته لا أنها وراثة من أبيه (٣) وأن الرجل الكريم وإن كان آباؤه لئامًا لم يضره، وإن كان آباؤه كرامًا لم ينفعه، والأصل: أن يكون كرم الشخص في ذاته وسليقته.

قوله: "أبى اللَّه" من الإباء، وهو شدة الامتناع، وهي جملة من الفعل والفاعل، قوله: "أن أسمو" مفعول، و "أن" مصدرية، والتقدير: أبى الله سموي، أي: علوي وسيادتي لأم وأب، أي: من جهة الآباء والأمهات، قوله: "ولا أب" عطف على قوله: "بأم"، وزاد كلمة: "لا" تأكيدًا للنفي، وأخَّر الأب لأجل القافية.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أن أسمو" حيث سكن الشاعر الواو مع الناصب؛ لأن الحق أن يقال: أن أسموَ بنصب الواو، ولكنه سكنها للضرورة (٤).

الشاهد الخامس والأربعون (٥)، (٦)

............................... .... تساويُ عَنْزِي غيرَ خَمْسِ دراهِمِ

أقول: هذا البيت أنشده الفراء، ولم يذكر قائله، وقال أبو حيان (٧): لا يعرف قائله، بل لعله


(١) المجمل في اللغة، مادة: "قنب".
(٢) في (أ) يتعلق.
(٣) في (أ) آبائه.
(٤) هو شاهد على أن النصب على الواو يقدر كثيرًا لأجل الضرورة، وأورده الأخفش في كتاب المعاياة على أنه إجراء للنصب مجرى الرفع والجر، وأورده ابن عصفور في الضرائر على أنه إجراء للنصب مجرى الرفع فحذف الفتحة. ينظر الضرائر (٩٠).
(٥) توضيح المقاصد (١/ ١٢١).
(٦) البيت من بحر الطويل، قيل: لرجل من الأعراب، وقيل: مصنوع، وقيل: مجهول القائل، وانظره في الارتشاف (٣/ ٢٦٩)، والضرائر الشعرية لابن عصفور (٤٦).
(٧) محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي، ومؤلفاته متعددة في النحو، (ت ٧٤٥ هـ). بغية الوعاة: =

<<  <  ج: ص:  >  >>