للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيرًا في نواحي المواكب، وقوله: "في عراض": يتعلق بالمحذوف.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لا قتال" فإنه حذف منه الفاء التي تسمى فاء الجزاء، التي تدخل بعد أما، وهذا الحذف للضرورة (١)؛ كما في قوله (٢):

مَنْ يَفْعَلِ الحَسَنَات الله يَشْكُرُها … ..................................

الشاهد السادس والثمانون بعد المائة (٣)، (٤)

وَإنْسَانُ عَيني يَحْسِرُ الماءُ تَارَةً … فَيَبدُو وتَارَاتٍ يَجمّ فَيغْرَقُ

أقول: قائله هو ذو الرمة غيلان بن عقبة، وهو من قصيدة قافية أولها [هو] (٥) قوله (٦):

١ - أَدَارًا بِحُزْوَى هجْتِ لِلْعَيِن عَبرةً … فَمَاءُ الهوَى يَرفَض أَوْ يَتَرَقْرَقُ

٢ - كَمُستعبِرِي مِنْ رَسْمِ دَار كَأَنها … بِوَعْسَاءَ تَنْضُوها الجَمَاهِيرُ مُهرَقُ

٣ - وَقَقنَا فَسلَّمَنَا فَكَادَتْ بمُشْرِفٍ … لعرفَانِ صَوْتِي دِمنَةُ الدَّارِ تَنْطِقُ


(١) إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط بأن كان موصولًا أو نكرة موصوفة وتمت صلته، جاز دخول الفاء في الخبر لتضمنه معنى الشرط نحو: الذي يأتيني فله درهم، ويشترط لدخول الفاء أن يكون المبتدأ مبهمًا وأن تكون صلته فعلًا أو جارا ومجروزا، لأنه لو اختل الشرط امتنعت الفاء قياسا على الشرط الأصلي في إبهامه، ولأن الشرط لا يكون إلا فعلًا، وكذلك الصلة بالظرف والجار والمجرور اعتبارًا بالأصل في أنها لا بد من أن تكون فعلا، وإن وقع في الصلة شرط وجزاء لم تدخل الفاء نحو: الذي إن يزرني أزره له درهم، والسبب في عدم دخول الفاء أن الشرط لا يجاب دفعتين، ويأخذ النكرة الموصوفة كل أحكام الشرط في هذا، فإن توافرت الشروط كان دخول الفاء جائزا، فإن تقدم المبتدأ الموصول: "أما" الشرطية التفصيلية، وجبت الفاء ولا تحذف إلا في ضرورة كما في بيت الشاهد. ينظر ابن يعيش (١/ ١٠٠، ١٠١)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٢٨)، والمغني (٥٦)، وقد استشهد به المرادي على أن الرابط العموم بين جملة المبتدأ والخبر.
(٢) البيت من بحر البسيط، وتمامه:
....................................... .... والشر بالشر عند الله مثلان
وهو نسب لعبد الرحمن بن حسان ولحسان وليس بديوانه ولكعب بن مالك الأنصاري، ينظر الكتاب لسيبويه (٣/ ٦٥)، والخزانة (٣/ ٦٤٤)، وشرح أبيات المغني (١/ ٣٧١)، وديوان كعب (١٠٨) بتحقيق مجيد طراد، وشرح التسهيل لابن مالك (٤/ ٧٦)، وقد استشهد له النحاة على أن حذف الفاء ضرورة، وإن كان ابن يعيش جعلها جوازا كما سبق عرضه في التعليق على الشاهد.
(٣) توضيح المقاصد (١/ ٢٧٥).
(٤) البيت من بحر الطويل، وهو لذي الرمة، من قصيدة زادت على خمسين بيتا في وصف الصحراء والناقة والظباء، وقد بدأها بالغزل، وانظر بيت الشاهد في (١٦٤) ط. دار الكتاب العربي، شرح التبريزي، تحقيق: مجيد طراد.
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٦) انظر ديوان ذي الرمة بشرح الخطيب التبريزي (١٦٣) ط. دار الكتاب العربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>